انتقد الدكتور مرزوق عبدالمجيد، أستاذ علم النفس، وكيل كلية التربية بجامعة الإسكندرية، سوء التربية بدور الإيواء، واصفاً الأطفال الذين تربوا بعيداً عن أسرهم بأنهم لا يحصلون على تربية صحيحة. وأكد أن اختلاط الأطفال وهم صغار فى السجون أو دور الإيواء لابد أن يُحدث الشذوذ وبعض الممارسات غير الأخلاقية. وأضاف: «إن هذه الأمور تنتشر فى دور الإيواء نتيجة التربية التى تتسم بالحرمان الأسرى»، وقال:«إن كل من تربى بعيداً عن أسرته الأصلية لابد أن يكون إنساناً غير عادى، لأنه حُرم من المحبة والحنان والأمن والانتماء لأن لديه حاجات ودوافع لم يتم إشباعها حتى يكون إنساناً سوياً» - وفق قوله. وطالب «مرزوق» بضرورة تعيين موظفين يمثلون قدوة ونموذجاً للأطفال، الذين يتعلمون بالتقليد والمحاكاة، وهى العملية التى وصفها ب«الصعبة»، فى ظل قيام الموظفين بدورهم فى ذلك كموظفين وليسوا آباء. وانتقد حدوث حالات تعد جنسى على الأطفال، مؤكداً أنهم يصبحون «لا قيمة لهم» و«مدمرين نفسياً» بعد اكتسابهم خبرات عدائية نتيجة الواقعة التى حدثت ضدهم، موضحاً صعوبة إصلاح الأطفال الذين يتعرضون لانتهاكات داخل دور الإيواء نتيجة اكتسابهم خبرات عدائية داخل هذه المؤسسات. وقال مرزوق: «إن بيوت الإيواء بحاجة إلى إعادة نظر وتنظيم بحيث تكون قريبة من الأسرة العادية، من خلال توفير أماكن منفصلة للنوم المستقل لكل طفل، وهو ما يحتاج إمكانيات مادية كبيرة». وقال عمرو أبوخليل، إخصائى الطب النفسى: «أطفال الشوارع الذين تتم تربيتهم بعيدا عن أسرهم، لا يمكن اعتبارهم أطفالاً أسوياء نتيجة اكتسابهم خبرات خاطئة فى الشارع، وداخل المؤسسات الإيوائية التى تحولت إلى سجون دون رقابة». وأرجع السبب إلى «عدم خبرة» القائمين على تربية الأطفال بطريقة معاملة هؤلاء الأطفال الذين اكتسبوا خبرات «غير سوية» فى الشارع، مؤكداً أن القائمين على بيوت الإيواء يقومون بدورهم كموظفين يؤدون دورهم وفور انتهاء مواعيد العمل يتركون كل شىء، رغم أن هذه البيوت يجب أن تحل محل الأسرة البديلة للطفل. وانتقد دور الأسرة فى تكوين سلوك الطفل والذى يبدأ من رفض الأم للطفل، وهو الرفض الذى يولّد لدى الطفل سلوكاً عدوانياً رافضاً للمجتمع، وهو الأمر الذى يتطلب إيجاد إخصائيين لمعالجة هذه المشكلة يكونون قادرين على إشراك الأطفال فى المجتمع مرة أخرى كأطفال أسوياء، وهذا لن يتأتى إلا بمعاملة الأطفال كأبناء وليس كلقطاء، وهى الصورة التى يتعامل بها كل من يعملون بهذه الدور مع الأطفال - حسب قوله. وأكد «أبوخليل» أن الحل لهذه المشكلة يبدأ بمنع تسرب أطفال جدد إلى الشوارع من خلال القضاء على المشكلة من منابعها، من خلال متخصصين نفسيين وتربويين، وعلماء دين لتوعية الأسر بعدم التخلى عن أطفالهم بسبب الظروف الاقتصادية والاجتماعية، مطالباً بالاهتمام بقضية أطفال الشوارع من جانب المتخصصين فى مجال علم النفس عن طريق القيام بعمل دراسة واقعية حقيقية لحجم المشكلة وكيفية حلها. وشدد على ضرورة إيجاد بدائل متخصصة قادرة على التعامل مع أطفال الشوارع بدلاً من الموجودين حالياً «غير المتخصصين»، ولم يتم تدريبهم، بخلاف عدم تأهيلهم ليكونوا قادرين على ممارسة عملهم مع الأطفال، مؤكداً أن عدم الاهتمام بأطفال الشوارع وعدم وجود متخصصين يجعل دور الإيواء تتحول إلى أماكن لإيواء المجرمين، الذين تم تشكيل سلوكهم فى الشارع. وطالب بضرورة إشراك المجتمع من خلال رجال الأعمال فى حل تلك المشكلة التى ستطلب توفير دعم مالى كبير، بالإضافة إلى تدريب الكوادر القادرة على التعامل مع المشلكة، بالإضافة إلى فرض الرقابة على هذه المؤسسات لمنع الممارسات غير الأخلاقية داخلها، بالإضافة إلى تفعيل دور الأسر البديلة.