أكد خبراء عسكريون، الإثنين، أن استقبال ميناء الاسكندرية للسفينة الحربية الروسية «فارياج» لأول مرة بالتزامن مع زيارة المرتقبة لوزيري الخارجية والدفاع الروسيين، سيرجي لافروف، وسيرجي شويجو، إلى القاهرة في 13 و14 نوفمبر الجاري هي دلالة علي حفاوة التراحب وتوطيد أواصر التعاون العسكري والسياسي مع روسيا، مشبهين عودة التقارب العسكري «المصري - الروسي».وقال اللواء مختار قنديل الخبير العسكري، إن «مراسم استقبال السفينة الروسية بميناء الإسكندرية تمتع بالحفاوة والترحيب الشديد باعتبارها حليف قديم لمصر وهي رسالة للعالم وللولايت المتحدة وأوروبا بأن مصر قرارها مستقل وتحتفل بأصدقائها الذين يقفون بجوارها وقت الشدة بحب وترحيب».وأضاف «قنديل» أن «من تقاليد البحرية العسكرية في العالم أثناء استقبال أحد السفن للدول الصديقة إطلاق الصافرات في عرض البحر، وتبادل التحية العسكرية، وهذا الاستقبال الذي يعد الأول من نوعه يحمل رسالة للولايت المتحدة أن هناك دول تساعدني وقت الشدة».ووصف اللواء عبد المنعم سعيد، الخبير العسكري، أن «هذا الاستقبال للسفينة الروسية يحمل بوادر علاقة طيبة ويحمل رسالة أنه لا أحد يفرض قيود علي مصر في علاقاتها مع دول العالم كلها، ومراسم الاستقبال طبيعية وهي تتم في العلاقات العسكرية للدول مع بعضها».وقال اللواء حمدي بخيت، الخبير العسكري، إن «استقبال ميناء الاسكندرية للسفينة الروسية يأتي في إطار التمهيد لعودة العلاقات العسكرية المصرية الروسية حيث أن عودة العلاقات تحدث من خلال أنشطة مميزة كزيارة قطع بحرية أو زيارة مسؤولين عسكريين، وتلك القطعة البحرية سيتوالي بعدها زيارات من قطع بحرية أخرى».وأضاف أن «هذا التوقيت هو وقت غيار الأسطول البحري في المحيط الهادي مرورا بقناة السويس والبحر المتوسط وجبل طارق والبسفو، ومرور بعض الدول الصديقة للاستعراض أو للتمويل»، مشددا على «أهمية هذه الزيارة للسفينة البحرية الروسية والتي تتزامن مع زيارة مسؤولين روس لمصر وهي تأتي تمهيدا لعوده العلاقات المصرية الروسية».وطالب «بخيت» ب«ضرورة وصف تلك الزيارة بالتفائلية حيث أن مصر تريد أن تحافظ على علاقات متزنة مع كل دول العالم»، مشيرا إلى اتفاقه مع المقولة التي تقول أن عودة العلاقات جاءت بعد وقت طويل وعلينا التحمس لها، منوها في هذا الصدد إلى أن «مصر تستقبل قطع بحرية لدول من جنسيات مختلفة ولكنها تريد الانفتاح على العالم وهذا لايغضب أحد، ولا يقلل من شأن علاقاتنا معه فمصر لها مصالح مع الجميع وكذلك كل الدول لها مصالح مع مصر».كانت السفينة الحربية الروسية «فارياج»، وصلت إلى ميناء الإسكندرية، في إطار زيارة غير رسمية لتعزيز الروابط والعلاقات العسكرية بين القوات البحرية المصرية والروسية وهي تعد أول زيارة لسفينة حربية روسية، وتأتي تزامنًا مع زيارة مرتقبة لوزيري الخارجية والدفاع الروسيين، سيرجي لافروف، وسيرجي شويجو، إلى القاهرة في 13 و14 نوفمبر الجاري.وكان في استقبال السفينة الحربية الروسية قائد قاعدة الاسكندرية البحرية حيث جرت لها مراسم استقبال طبقا للتقاليد والأعراف البحرية بتبادل إطلاق 21 طلقة مدفع من إحدى القطع البحرية المصرية يصاحبها الموسيقات العسكرية، والسفينة «فارياج» أثناء دخولها الميناء، حيث يبدأ الطراد الروسي «فارياج» مهمته الأولي في البحر المتوسط لتوحيد مجموعة السفن والقوارب التابعة للبحرية الروسية بالمنطقة وذلك مرورا بقاعدة الإسكندرية البحرية والتي تستمر زيارته لها لمدة 6 أيام.وقام قائد السفينة الروسية يرافقة عددا من ضباط الطاقم بوضع إكليل من الزهور علي النصب التذكاري لشهداء القوات البحرية تقديرا لما قدمته البحرية المصرية من بطولات يحفل بها التاريخ البحري عالميا.ويعد الطراد الصاروخي «فارياج» واحدا من أكبر القطع البحرية التي تعمل حاليا ضمن الأسطول الروسي بالبحر المتوسط، وسيتولى مسؤولية التشكيل العملياتي الدائم لسلاح البحرية الروسية بعد أن يحل محل طراد «موسكو» التابع لأسطول البحر الأسود الروسي، وهو دخل الخدمة عام 1989 ضمن تشكيل سلاح البحرية الروسية بالمحيط الهادئ، ويبلغ طوله 186 متراً ووزنه 11 ألف و489 طناً وبسرعة تبلغ 32 عقدة ومدى إبحار يصل الي 7500 ميل بحري بما يعادل 30 يوماً، والطراد مجهز ب16 منصة لإطلاق الصواريخ من منظومة «فولكان» المضادة للسفن عالية التوجية التي يبلغ مدي اطلاقها 700 كم، كما يحمل على متنه عددا من الهليكوبترات من طراز «كي – 27» القادرة على اكتشاف وتدمير الغواصات ومكافحة عمليات القرصنة كما يحمل ايضا علي متنه مجموعات من العناصر المقاتلة من مشاة البحرية الروسية ذوي المهام المتعددة.كما يتضمن تسليحة قواذف الصواريخ والمدفعيات مختلفة الأعيرة بالإضافة الي الطوربيدات ومنظومة رادارية ولاسلكية متقدمة.يذكر أن الطراد «فارياج» هو النسخة الثالثة لمشروع 1164 «أتلانت»، ويطلق علي هذا الطراز لقب قاتل حاملات الطائرات لما يتميز به من قدرة عالية علي إصابة الأهداف بدقة في البر وفوق سطح الماء من مسافات بعيدة.