اهتمت وسائل الإعلام العربية، الاثنين، بمتابعة أجواء محاكمة المعزول محمد مرسى بتهمة قتل المتظاهرين، فى أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة، وإمكانية أن تستغل جماعة «الإخوان» هذا الحدث لجر مصر إلى موجة جديدة من أعمال العنف.وقالت صحيفة «الوطن» السعودية فى افتتاحيتها إن «محبى مصر وأهلها يتمنون أن تمر المحاكمة بسلام، وهو خيار العقلاء من الأطراف كلها، وما يتحتم أن يعمل عليه الوطنيون الحقيقيون».وقالت الصحيفة إنه «للمرة الثانية، وفى أقل من 3 سنوات، يكون المصريون أمام رئيس فى قفص الاتهام، إلا أن الظروف المحيطة تختلف هذه المرة، إذ مازال أنصار مرسى يهددون ويتوعدون، ذاهبين فى ذلك إلى الحد الأبعد من العنف». وتساءلت الصحيفة: «ما الجدوى من كل هذه الفوضى التى يثيرها الإخوان؟ وهل يستغلون هذه المحاكمة لإثبات الوجود؟ أم لإفساد خارطة الطريق الهادفة إلى استكمال السير فى طريق الثورة وخلق نظام ديمقراطى جديد؟».وتحت عنوان «مرسى والإخوان إلى القفص»، نقلت الصحيفة السعودية عن اللواء محمد نورالدين، مساعد وزير الداخلية الأسبق، قوله إن «أجهزة الأمن أجهضت محاولات لتعطيل محاكمة مرسى، حيث ضبطت بعض الأشخاص وبحوزتهم أسلحة أثناء محاولتهم التسلل عبر الأنفاق بسيناء، كما ضبطت العديد من الأحزمة الناسفة والمتفجرات بمنطقة السادس من أكتوبر والشرقية والإسماعيلية». ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من هيئة الدفاع، رفضت ذكر اسمها، قولها إن «مرسى يصر على أن ما حدث فى مصر انقلاب، وأنه لايزال رئيس الجمهورية ومتمسك بالدستور، وأنه يرفض تماماً اتهامه بقتل المتظاهرين».أما صحيفة «الشرق» السعودية فلفتت إلى إعلان المملكة مبكراً دعمها الإدارة المصرية المؤقتة وخارطة الطريق التى أعلن عنها الفريق أول عبدالفتاح السيسى، القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع، فى 3 يوليو الماضى. وقالت إن ما قاله وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، فى القاهرة الاحد، عشية محاكمة مرسى، «يستحق التوقف»، موضحة أن كيرى تحدث عن «دعم بلاده تنفيذ القاهرة خارطة الطريق»، وأبدى تفاؤلا بالمسار السياسى الحالى فى مصر، كما أبدى حرصه على تطوير العلاقات بين واشنطنوالقاهرة، لافتة إلى أن «الرياض بذلت جهداً ملموساً فى هذا الاتجاه ما كان له أثر بالغ على المواقف الإقليمية والدولية».وأبرزت صحيفة «البيان» الإماراتية مطالبة قانونيين بتوفير الحماية للقضاة والمستشارين الذين ينظرون قضايا محاكمة المعزول وقيادات جماعته. ولفتت الصحيفة إلى تصريحات إسلام الكتاتنى، المنشق عن الجماعة، ونجل شقيق سعد الكتاتنى، رئيس مجلس الشعب المنحل، قال فيها إنّ «الإخوان ستحاول افتعال الاشتباكات مع الأمن فى يوم محاكمة مرسى، فى محاولة منها لمنع استكمال المحاكمة»، وتابع أن «التنظيم الدولى للجماعة سيستغل أعضاءه لتنظيم فعاليات فى جميع أنحاء العالم للمطالبة بعدم محاكمة المعزول».وتحت عنوان «محاكمة مرسى والجرح المصرى المفتوح»، اعتبرت صحيفة «القدس العربى» فى افتتاحيتها، الاثنين، أنه «فيما يراهن الممسكون بمقاليد السلطة المصرية حالياً على إظهار أن المحاكمة ستكون طيّاً لصفحة الإخوان يتبعها انفراج سياسى افتراضى، فإن مؤيدى الرئيس المصرى المعزول يراهنون على استمرار المظاهرات والتأكيد على دعواتهم بعودة الرئيس الشرعى»، بحسب تعبير الصحيفة. ورأت «القدس العربى» أنه «رغم كل أخطاء جماعة الإخوان فإنها تمثّل جزءاً من التاريخ السياسى الحديث لمصر، ومحاولات قمعها فى السابق لم تؤدّ إلا إلى جرح مصرى كبير وإلى تعزيز حركات التطرف والعنف المسلح»، وفقاً لرؤية الصحيفة.وتناول موقع قناة «العربية» قرار منع البث التليفزيونى لجلسات محاكمة مرسى. ونقلت عن الدكتور رأفت فودة، أستاذ ورئيس قسم القانون العام بحقوق القاهرة، قوله إن «الجلسة ليست سرية، لكنها مغلقة»، موضحاً أن «عدم إذاعة المحاكمة على الهواء مباشرة قرار يكفله قانون الإجراءات الجنائية للقاضى، فمن حقه إجراء المحاكمة فى جو قانونى آمن، كما أنه من الممكن أن تكون هيئة المحكمة استشعرت وجود خطورة من بث أو إذاعة ما يدور بالجلسة على الأمن العام».ورأى حازم منير، العضو السابق بالمجلس القومى لحقوق الإنسان، أن قرار المنع لا يتعارض مع حقوق الإنسان، فيما نبه الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام السياسى بجامعة القاهرة، فى حديثه ل«العربية. نت» إلى «الدور التكتيكى المعيب للتكنولوجيا الإلكترونية»، مفسراً بأنه يمكن فى حالة إذاعة المحاكمة أن يتم اقتطاع أجزاء منها بشكل انتقائى، ونشرها عبر وسائل البث الإلكترونى، بما يخدم أحد الأطراف، وفى هذه الحالة يكون منع البث وسرية المحاكمة، أفضل بكثير من بثها.وتحت عنوان «المصريون يحبسون أنفسهم انتظاراً لمحاكمة مرسى»، اهتم موقع «إيلاف» الإلكترونى بمسألة الاستنفار الأمنى الذى أحاط بالمحاكمة، إذ نقل عن مصدر أمنى قوله إن وزارة الداخلية أعلنت حالة الطوارئ فى صفوف قواتها على مستوى الجمهورية، تحسباً لوقوع أى أعمال إرهابية، أو تحول مظاهرات أنصار مرسى إلى أعمال عنف وتخريب واسعة النطاق، مشيراً إلى أن جماعة الإخوان تهدف إلى القيام بأعمال عنف واسعة، لتشتيت الجهاز الأمنى، من أجل تأجيل المحاكمة أو عدم إتمامها من الأساس.
