حالة من الاستنفار الأمني الشديد شهدتها كاتدرائية العباسية قبيل عظة البابا الأسبوعية. وانتشرت سيارات الأمن المركزى والعربات المصفحة، منذ الصباح، حول أسوار كاتدرائية الأقباط الأرثوذكس بالعباسية. وكشف مصدر من داخل الكاتدرائية عن زرع أمن سرى بملابس مدنية داخل الكاتدرائية لمتابعة الحالة الأمنية بالداخل أثناء عظة البابا، والقبض على أى شخص يشتبه به وتتزامن الإجراءات المشددة مع إعلان تنظيم القاعدة فى العراق أن «كل المسيحيين»، فى جميع أنحاء العالم، أهداف مشروعة للمجاهدين بعد انتهاء مهلة ال48 ساعة، التى حددها للكنيسة المصرية، لإطلاق سراح من أطلق عليهم «الأسيرات المسلمات داخل الأديرة». وأصدر التنظيم بيانا جديدا،الأربعاء، هدد فيه جميع المسيحيين بأن السيف لن يبتعد عن رقاب أتباعهم ما لم يتنكروا لما يقوم به رأس الكنيسة المصرية. ومن جانبها قللت الكنائس المصرية الثلاث الأرثوذكسية، والإنجيلية، والكاثوليكية من أهمية البيان والتهديدات، مؤكدة ثقتها التامة فى الأمن المصرى وقدرته على منع أى خطر يهدد أمن مصر. وحذر خبراء أمنيون واستراتيجيون من الاستهانة بالتهديدات، متوقعين استهداف الكنائس القبطية فى الخارج. وقال اللواء سامح سيف اليزل، الخبير الأمنى، إن التهديدات ضد الأقباط المصريين قد لا تكون موجهة ضد الكنيسة القبطية داخل مصر، وإنما تستهدف الكنائس المصرية الموجودة بالخارج، مطالباً بإبلاغ هذه الكنائس باتخاذ الاحتياطات الأمنية اللازمة. من جانبه نفى القمص سرجيوس سرجيوس، وكيل بطريركية الأقباط الأرثوذكس، أن يكون تكثيف الإجراءات الأمنية عقب التهديدات جاء بناء على طلب من الكنيسة، وقال ل«المصرى اليوم»: «الاحتفال بعيد جلوس البابا شنودة، سيتم فى موعده»، رافضاً أن يحدد مكانه. وقال الدكتور القس إكرام لمعى، رئيس لجنة الإعلام بالكنيسة الإنجيلية، إن رموزاً مصرية، إسلامية ومسيحية، أعطوا لتنظيم القاعدة الفرصة فى إطلاق هذه التهديدات. من جانبها، أعلنت الجماعة الإسلامية بمصر رفضها التهديد بضرب الكنائس فى مصر، مؤكدة - فى بيان أصدرته الأربعاء- أنها انتظرت إعلان «القاعدة» عدم مسؤوليته عن تفجيرات بغداد، ولكن شيئاً لم يحدث.
