لا يستطيع معظم صيادى بحيرة البرلس الذهاب إلى البحيرة والعودة فى نفس اليوم، بل قد تمتد الرحلة أحياناً إلى ستة أيام «يعنى مثلاً يسافروا السبت علشان يصطادوا ويرجعوا الخميس».. هذا بحسب محمد السيد، أحد أصحاب «اللنشات» التى تعمل فى بحيرة البرلس، والموقوف سيرها داخل البحيرة بناء على قرار اللواء أحمد زكى عابدين، محافظ كفر الشيخ. يحتاج الصيادون إلى من يقوم بشراء السمك منهم داخل المياه يومياً حتى لا يتلف، مع تزويدهم بما قد يحتاجونه من طعام وشراب، ومن هنا تأتى الحاجة إلى «لانش» محمد، كما يقول هو، ويضيف أن المحافظ لم يفرق بين «اللانش بتاعه»، الذى يعمل كوسيلة نقل وتسويق، وآخر يعمل فى «سرقة الزريعة». «اللنش» يُعد مصدر الدخل الوحيد لمحمد، بجانب «جزيرة» ورثها هو وإخوته «من جد لجد»، على حد تعبيره، ويضيف: «كان فيها زمان بوص وهما نضفوها واشتغلوا فيها».. قالها متحدثاً عن أجداده. يتحدث محمد عن طبيعة سيطرته على هذه «الجزيرة» قائلاً: «إحنا بنسيب الصياد ينصب غزله فيها مقابل إننا نشترى منه السمك نبيعه ونكسب فيه».. ولكنه يستدرك محاولاً التوضيح: «هى حاجة كدة زى وضع اليد بس مش شغل عصابات طبعاً.. هى بتاعة الحكومة بس إحنا اللى بنتعامل فيها مع الصيادين.. يعنى مثلاً أشترى من الصياد 2 كيلو ب5 جنيه أبيعهم ب5 جنيه ونص». الشاب ذو ال34 عاماً، هو عائل أسرة مكونة من خمسة أفراد، ويقول إن تكلفة تصنيع «اللنش» تصل إلى حوالى 20 ألف جنيه، وهو ما يدفعه للتعجب من تصريح سابق لمحافظ كفر الشيخ «كان بيقول إنه هيولع فى أى لانش ينزل البحيرة رغم إننا دافعين دم قلبنا علشان نشتريه». «اللنش ده كان فاتح بيتى أنا وإخواتى الثلاثة.. وبقالنا شهرين قاعدين مش لاقيين شغل».. قالها محمد مطالباً بسرعة وضع حل لمشكلة «لنشات التجار»، حيث يُقدر هو عددهم بما يزيد على 40 «لنشاً».. ويقترح: «المحافظ يرخصلنا نشتغل كوسيلة نقل وياخد علينا الشروط اللى هو عايزها». شرطة المسطحات المائية، كما يرى محمد «عارفة اللى بيسرق الزريعة وعارفة اللى بيتاجر فى سمك الصيادين وتقدر تميز بينهم».. ويؤكد فى الوقت نفسه: «والله العظيم كلمت شرطة المسطحات مرة أبلغ عن لانش بيسرق زريعة قالولى: مالناش سلطة نطلع عليهم بالليل.. عايزين تطلعوا إنتوا عليهم اطلعوا».