لا أدرى على وجه التحديد ما هى علاقة السيد أحمد رائف بجماعة الإخوان المسلمين.. وقد حاولت جاهداً أن أعرف ماهية العلاقه.. دون جدوى فقد ملأ الرجل الصحف بتصريحات كثيرة، قبل شهور قبل وأثناء ولاية محمد مهدى عاكف المرشد السابق للجماعة، عن مصروفات مكتب الإرشاد وراتب كل عضو بمكتب الإرشاد وكيفية إنفاق الأموال داخل الجماعة من دون أن يقدم دليلا واحدا على صدق معلوماته.. وإن كان الرجل قد صدق فى معلومة فقد كانت معلومة أن الدكتور محمد بديع هو مرشد الجماعة المقبل عندما كان الجميع يضرب أخماسا فى أسداس عن المرشد المقبل فى الفترة الأخيرة لولاية عاكف. وكان دخول الرجل على الخط مستغرباً بعض الشىء لاسيما حديثه عن وجود عرض من الدولة للإخوان بعدم ممارسة السياسة مقابل أن تحصل الجماعة على اعتراف قانونى من خلال جمعية أو غيرها قامت الجماعة بتكذيبه بعد ذلك، لفت انتباهى عودة الرجل هذه المرة فى تصريح للزميلة الدستور، قبل يومين بأن ميزانية مرشحى الإخوان فى الانتخابات 600 مليون جنيه، وفى ثنايا التقرير قال رائف إنه علم من بعض المصادر المقربة من مكتب الإرشاد أن الدكتور محمد بديع المرشد العام للجماعة قرر تخصيص ثلاثة ملايين جنيه لكل مرشح من مرشحى الجماعة البالغ عددهم 178 مرشحاً، لافتاً إلى أن المبلغ الذى رصدته الجماعة فى هذه الانتخابات يعتبر أربعة أضعاف المبلغ الذى رصدته فى الانتخابات البرلمانية الماضية مشيراً- والكلام لرائف- إلى أن مهدى عاكف المرشد السابق للجماعة قد رصد فقط 150 مليون جنيه فى الانتخابات البرلمانية السابقة وكانت الجماعة قد رشحت 150 مرشحاً وقرر عاكف وقتها إعطاء كل مرشح مليون جنيه فقط وأكد رائف أن بديع رأى أنه يجب مضاعفة ميزانية الجماعة للانتخابات البرلمانية الحالية وذلك لاستشعار الجماعة وقوف النظام ضدها وعدم منح أحد منهم الفرصة. انتهى الخبر ولكن لم ينته تعجبى من قول الرجل ومعلوماته التى أحسبها غير صحيحة بالمرة ولا أعلم مصدرها، وأفضل الظن أن الرجل يتحدث عن مرشحى الحزب الوطنى لا عن مرشحى الإخوان الذين يعتمدون فى الأساس على العنصر البشرى المتطوع فيما يعرف بخدمة المرشح بالدوائر، بمعنى أن الكوادر وأعضاء الجماعة فى كل دائرة بها مرشح للجماعة هم العماد الأكبر لمجهود المرشح فى دعايته الانتخابية.. وهذا ليس معناه عدم وجود نفقات.. لا.. توجد ولكن ليس بالشكل الذى يتحدث عنه الأستاذ أحمد رائف.. لأن معنى أن يصرف كل مرشح من هؤلاء ثلاثة ملايين جنيه فى معركة انتخابية مع كل هذا الدعم البشرى الذى تقوم به الجماعة وهو سر تفوقها على غيرها فى الانتخابات.. فإنه بالأحرى أن يصرف مرشح الحزب الوطنى 15 مليون جنيه، خاصة أن مرشحى الحزب الوطنى مشهورون بما يعرف بالرشاوى الانتخابية.. ووسائل الإعلام لم تضبط مرشحاً من الإخوان قام بدفع أموال أو رواتب للناخبين فى الدوائر مما ينفى فكرة وجود هذا الكم الهائل من الأموال فى الانتخابات. هذا ليس دفاعاً عن الإخوان.. لكن ما ذكره أحمد رائف مبالغ فيه جداً خاصة أن الرجل يقول إن محمد بديع قام برفع المبلغ إلى ثلاثة ملايين لكل مرشح عن الانتخابات الماضية التى كان نصيب المرشح فيها مليون جنيه، لاستشعاره أن النظام يقف لمرشحى الإخوان بالمرصاد.. إذن الأمر هنا سياسى والجماعة تعرف جيداً أن سقوطها فى الانتخابات سيكون سياسياً وليس من الناخبين.. بمعنى أن الدولة ستعمل جاهدة على عدم نجاح مرشحى الجماعة بجميع الأشكال ليس من بينها أن الناخب لن يرشح مرشح الجماعة.. بل على العكس.. فإذا كان كل ذلك معروفاً، فهل العقل والمنطق يقولان إن الجماعة تضاعف المبلغ للمرشح فى وقت تعرف فيه أن هناك من يتربص ويدبر لها أمراً بليل؟! أذكر ذات مرة فى انتخابات مجلس الشعب الماضية وكنت وقتها أجوب المحافظات لهثاً وراء المؤتمرات الانتخابية لمرشحى الإخوان، وكانت مؤتمرات حاشدة وقوية وغير مسبوقة، وبلغ بى الأمر أن ذهبت إلى أكثر من محافظة فى يوم واحد.. وكان هناك شخص قد تعرف علىّ كان يأخذنى بسيارته الخاصة، وكان على ما أذكر طبيباً، ويساعدنى فى التعرف على المرشحين ونقل ما يدور فى المؤتمرات، وكنت أستغرب من تطوعه، وذات مرة سألته لماذا تفعل معى هكذا فقال لى أنا من الإخوان، فقلت له هل يعطونك أموالاً نظير كل هذا السعى بى؟ فنفى نفياً قاطعاً وقال لى أنا أقوم بذلك دعوة للإخوان وأكد لى أن الإخوان لا يعرفون أنه يفعل ذلك معى، يومها سألت الدكتور محمد حبيب نائب المرشد السابق الرجل الذى يحسب له فوز أعضائه بنسبة 88 مقعداً لأنه كان مسؤولا عن ملف الانتخابات - عن تمويل هذه المؤتمرات وقد كان فى مؤتمر حاشد لمرشحى الجماعة بالإسكندرية فى الإبراهيمية فقال لى: تمويل ذاتى، فقلت له: كيف؟ قال: كل شخص يتحمل تكلفة شىء فى المؤتمر.. والمتطوعون كثر.. بعكس الحزب الوطنى الذى يدفع حتى لمن يلقى «كلمة» فى المؤتمرات الانتخابية له.. الجماعة لديها خطة مالية نعم لكن ليس بالصورة التى تحدث بها رائف لأنها صورة على مايبدو لا تكون إلا فى ذهنه.
