بناء على نصيحة حسن وخليفة، قرر الأستاذ عبدالحميد أن يلتحم بشعب الطوابير والاعتصامات، حتى يتعرف عليه الناس ويعلم منهم آراءهم فى الحكومة الحالية وماذا ينتظرون منه إذا تولى الرئاسة؟.. وفى صبيحة أول يوم من أيام الحملة الانتخابية تجمع الجميع فى صالون منزل الأستاذ عبدالحميد، ووقف حسن فى الردهة الفاصلة مناديا: ياللا يا عبدالحميد.. شهل شوية.. حنفى مستنينا عشان نلحق الطابور من أوله. خرجت إليه تفيدة من غرفة النوم وهى مبتسمة: بيلبس الجزمة وهيطلع لك على طول.. والنبى ما كان لها لزوم شغلانة الرياسة دى.. ده أنا ما صدقت إنه يطلع عالمعاش ويرتاح. يخرج عليهما عبدالحميد من غرفته وهو يظبط رابطة العنق: ما لهاش لازمة إزاى يعنى؟.. البلد دلوقت فى أشد مراحل الحراك، يعنى اللى ما يتحركش دلوقت مش هيعرف يتحرك بعد كده. تفيدة: والنبى أنا ما انا فاهمة إيه حكاية الحراك اللى طلعت لى فيها جديد دى.. ثم التفتت إلى الموجودين فوجدت دقدق، صبى القهوة، واقفا معهم فسألته بتعجب: وإنت كمان يا دقدق هتسيب القهوة وهتلف معاهم؟ دقدق: أمال يا ست تفيدة.. زى ما قالك الأستاذ عبدالحميد كده مصر بتتلحلح بينا ولا مؤاخذة. عبدالحميد: الله ينور عليك يا دقدق.. أهو قالهالك أهو بالبلدى.. مصر بتتلحلح.. يالا بقى ماتعطليناش خلينا نلحق الطابور.. هو طابور النهاردة إيه يا حسن، طماطم واللا أنابيب واللا ضرايب واللا رفع أجور واللا عيش؟ حسن: يا طماطم يا أجور هنعرف فى السكة.. يالا بالإذن يا ست تفيدة. خليفة: ست تفيدة إيه الله يخرب بيت جهلك.. إنت ناسى إنك بتكلم ست احتمال تبقى السيدة الأولى؟ تضرب تفيدة على صدرها: يا لهوى!! إنت هتتجوز عليا يا عبدالحميد؟ هتجيبلى التانية وابقى أنا الأولى؟ عبد الحميد: يا ولية إهمدى.. الله يخرب بيت جهلك!!. ثم ينظر لخليفة: فهمها يا خليفة. خليفة: يا ست تفيدة إنتى بعون الله لما الأستاذ عبدالحميد هيبقى رئيس الجمهورية هتبقى انتى حرم رئيس الجمهورية، فهيبقى اسمك السيدة الأولى. تفيدة: لاأأأأ.. طب ومن نبى النبى نبى.. يمين تلاتة.. لو دخّلت عليا سيدة تانية يا عبدالحميد والنبى ما أنا قاعدالك فى البيت! عبد الحميد: طب يمين تلاتة خمسة ستة باينك هتطلقى الليلة!! يا ولية.. يا ولية مايبقاش مخك ضلم.. هتبقى السيدة الأولى، يعنى هتبقى أهم ست فى البلد.. وهتبقى بترعى المشروعات الصحية والاجتماعية وهتشرفى برضه على الجمعيات وتتابعى الأنشطة اللى بيعملوها ستات المجتمع و... تفيدة تضرب بصدرها مرة أخرى: يا لهوى! إنت كمان هتتجوز عليا ستات المجتمع!!.. والنبى ما أنا قاعدالك فى البيت! ثم تدخل حجرتها لتجمع ملابسها. هنا يشد حسن عبدالحميد من ذراعه ويقول: سيبها يا عبدالحميد.. سيبها تغور.. دى ولية فقرية وش فقر.. طب والنبى.. يمين سبعة تمانية تسعة لما تبقى رئيس جمهورية لأجوزك عليها ست ستها!! من كتاب «قوم يا مصرى واقعد تانى» تحت الطبع.
