من بعيد يا حبيبى باسلم من بعيد من غير ما اتكلم إلا أمام النيابة وكان نفسى أطلع «طبيب شرعى» أقص أظافر المتهم وأضع له «مانيكير» لكن مجموعى جعلنى مجرد «مجنى عليه» ووجود الجبنة القريش وشوربة الخضار بجوار الجثة فى المنزل ليس دليلاً على وجود مريض بل مجرد قرائن قد تأخذ بها المحكمة أو ترفضها وعندما لاحظت أن كل طبيب يزورنى لا يحضر معه هدية اخترت أحد أصدقائى وهو خريج تجارة ويعمل مهندساً ليكون طبيبى الخاص ويصاحبنى فى رحلاتى وهو الذى نصحنى بارتداء حذاء خفيف وكتابة إقرار الضريبة العقارية مرتين فى اليوم وعدم مشاهدة المباراة الشهيرة بين بلد المليون «شهيد» وبلد المليون «توقيع».. وفى انتظار الحصول على توقيعات دول حوض النيل لأستحم حكى لى هذا الطبيب المزيف أن الأسد كان مريضاً وزاره وسأل عنه كل حيوانات الغابة إلا «الثعلب» فقال له الذئب (يا مولاى إن الثعلب لم يسأل عنك وكأنه يتشفى فيك) فغضب الأسد وأمر باستدعاء الثعلب الذى علم بأن الذئب هو سبب المصائب لذلك عندما سأله الأسد عن سبب غيابه ترافع وقال (يا مولاى إن المرض «عرض» والفساد «غرض» ومن أحاط بك آذاك لذلك فضلت أن أبتعد وأسأل فى الغابات المجاورة عن علاج يشفيك ويصلح الغابة) فسأله الأسد عن هذا العلاج الشافى فقال الثعلب (أن تقطع أرجل الذئب وتعملها شوربة) ثم مات الطبيب فجأة دون أن يكمل القصة فرفعت دعوى على ورثته لأعرف منهم هل فعلها الأسد أم احترقت الغابة؟.. حضرتك شامم ريحة شياط؟!.. وكلمنى عن بكرة وابعد عن امبارح باخاف من الذكرى وسهمها الجارح.. وكان نفسى أكون «طبيب عيون» أشاور على العلامات وأسأل المريض عن الفتحة فإذا لم ينطق عذبته.. فهل أصبح الفساد من العادات والتقاليد؟ لأننى أشعر من معاملة المتهم أنه كان يقوم بتوزيع «ألحان التراث» وليس بتوزيع «أراضى الدولة» لذلك كان نفسى أطلع «طبيب بيطرى» لأقطع أرجل الذئب. [email protected]