لا تزال تطورات الأوضاع الراهنة في المشهد المصري تتصدر اهتمامات بعض كبريات الصحف الغربية الصادرة السبت، حيث رصدت حشد أنصار جماعة الإخوان المسلمين في رابعة العدوية بالقاهرة للمطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى السلطة، بينما يبقى ميدان التحرير وسط العاصمة مركزًا رئيسيًا لمناهضي مرسي. وفي هذا السياق، رأت صحيفة «جارديان» البريطانية أن عملية عزل الرئيس محمد مرسي تثير عدة تساؤلات عن مصير الإسلاميين وقدرتهم على تولى مقاليد الحكم في دول أخرى. واعتبرت الصحيفة في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني أن مبادرة السعودية والكويت والإمارات لدعم التحولات الراهنة في مصر تعد بمثابة ضربة قوية في وجه جماعة الإخوان المسلمين. وأضافت الصحيفة أن الإطاحة بمرسي كانت لحظة هامة في قصة الثورة المصرية التي لم تكتمل، ولكنها أيضا تثير التساؤلات حول قدرة الإسلاميين على الاحتفاظ بالسلطة إذا وصلوا إليها في أي دولة أخرى. وتعتقد الصحيفة أن الإسلاميين في دول أخرى تلقوا دروسًا وخبرة مما حدث في مصر لتفادي الوقوع في نفس الأخطاء. من جانبها، تساءلت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية، وهي تتناول تطورات المشهد المصري بعد يوم 30 يونيو وعزل مرسي قائلة: «هل هذه هي نهاية ما يسمى بالربيع العربي؟». ورأت الصحيفة أن الثورات دائمًا ما تنتج الفوضى قبل أن تصل إلى مرحلة الاستقرار وتولد حاكمًا مستبدًا جديدًا قبل التوصل إلى حاكم ديمقراطي، لافتة إلى أن التغيير في العالم العربي في ظل تاريخها المليء بالاستعمار والتعقيدات الثقافية والعرقية في البلاد، لم يكن من المرجح أن يسلك طريقًا مستقيمًا. وتعتقد الصحيفة أن الثورات اندلعت بسبب ضعف الاقتصاد وفشله، بينما لم تلقَ مرحلة الانتقال السياسي سوى قدر ضئيل من الدعم المالي الدولي، مضيفة أن تطلعات الشباب إلى التمكين الاقتصادي قد أحبطت جراء ارتفاع مستوى البطالة وتدهور الأوضاع المعيشية. وفى السياق ذاته، رصدت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية استمرار اعتصام أنصار جماعة الإخوان المسلمين في ميدان رابعة العدوية تطالب بعودة الرئيس مرسي، مما يثير القلق إزاء إمكانية تصاعد العنف والانقسام داخل الشعب المصري. وأشارت الصحيفة في تقريرها على موقعها الإلكتروني إلى أنه مع استمرار هذه التظاهرات، فإن جماعة الإخوان المسلمين ترفض التخلي عن موقفها والدخول في مفاوضات مع الحكومة والمشاركة في الحياة السياسية . وقالت إن جماعة الإخوان المسلمين أعلنت قبولها إجراء انتخابات رئاسية مبكرة فى حال عودة مرسي إلى الحكم، وهو ما يصعب الأمور في مصر، نظرًا لأن الملايين الحاشدة خرجت يوم 30 يونيو الماضي مطالبة برحيل مرسي.
