أجرى محمد كامل عمرو، وزير الخارجية، الخميس، سلسلة من الاتصالات مع نظرائه على الساحتين الدولية والإقليمية، تضمنت حتى الآن وزراء خارجية الولاياتالمتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وتركيا والسعودية والجزائر وقطر والأردن، بالإضافة إلى الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي. وأوضح «عمرو»، خلال هذه الاتصالات المكثفة أن «ما حدث يمثل انعكاساً حقيقياً لإرادة ومطالب الشعب المصري التي عبرت عنها الجموع الهائلة التي خرجت إلى الشوارع، ومطالب القوى السياسية بمختلف توجهاتها، وأن القوات المسلحة وجدت لزاماً عليها الاستجابة لهذه المطالب وتجنيب البلاد احتمالات الصدام الكارثية». وأشار إلى أن «خارطة الطريق التي وردت في بيان القائد العام للقوات المسلحة هي انعكاس لما تم الاتفاق عليه بين القوى السياسية بمختلف توجهاتها». وشدد وزير الخارجية خلال اتصالاته على أن «ما ذُكر في بعض الدوائر عن انقلاب عسكري لا يعكس حقيقة الوضع، حيث إن ما حدث قد جاء نتيجة لمطلب شعبي، والقوات المسلحة ليس لها أي دور سياسي في المرحلة الانتقالية المقبلة ودورها يقتصر على حماية الوطن والمواطنين». وفي سياق آخر، أعلن النادي الدبلوماسي الذي يضم في عضويته جميع الدبلوماسيين المصريين السابقين والحاليين تأييده لبيان القوات المسلحة الذي خرج في إطار من المشاركة الشعبية من مختلف القوى الوطنية والسياسية والدينية والشباب والمرأة لتحقيق إرادة الشعب المصري في هذه اللحظة الفارقة من تاريخ الأمة. وأشار إلى أن «نجاح الإرادة الشعبية بمساندة القوات المسلحة ورجال الشرطة الشرفاء والشباب جيل المستقبل، حامل راية ثورة 25 يناير المجيدة، في إعطاء درس جديد للرأي العام العالمي لهوية المواطن المصري، صانع الحضارة وانتقال البلاد سلميًا إلى مرحلة جديدة لكي تستمر في تحقيق طموحاتها، وأهداف ثورتها من عيش حرية وعدالة اجتماعية وكرامة إنسانية». وقال السفير محمد الضرغامي، نائب رئيس مجلس إدارة النادي الدبلوماسي، إن البيان أكد أن هذه الشعارات لن تكون مجرد شعارات تختفي وراءها طموحات سياسية, وإنما مسترشدة بخارطة طريق نحو مستقبل أعظم يستحقه أبناء هذا الشعب الذي ضحى وتحمل الكثير». وأكد البيان أن «أبناء الدبلوماسية المصرية العريقة التزموا دائما خلال أداء رسالتهم الوطنية بمبدأ الحيادية وإعلاء المصلحة القومية ويؤكدون أنهم مستمرون في نضالهم من أجل تحقيق رسالتهم في حماية أمن مصر القومي في الخارج، وترسيخ علاقاتنا مع جميع دول العالم في إطار من الود والتوازن الذي يحافظ على كرامة الوطن ويحقق أهدافه الداخلية ورعاية مصالح أبناء شعبنا العظيم تأكيدًا على مكانة مصر الرفيعة». وقال الدبلوماسيون، في بيانهم: «لدينا كل الأمل في أن تكون المرحلة المقبلة هي مرحلة المصالحة وانصهار جميع القوى السياسية والدينية في بوتقة الوطن الواحد لتحقيق أهداف الشعب المصري وطموحاته المشروعة».
