جمعت عزبة النصر بالبساتين بين الكارثتين «برك مياه الصرف، وأكوام القمامة»، وتوابعهما «الحشرات، والحيوانات الضالة». وأكد عدد من أهالى المنطقة «العشوائية» ل«المصرى اليوم» أنهم مهددون بكارثة صحية، وبيئية بسبب غرق الشوارع فى مياه الصرف، وتراكم أكوام القمامة حول المنازل، وأنهم تقدموا بأكثر من شكوى إلى الحى، والمحافظة «ولكن لا حياة لمن تنادى». وقال الأهالى: كنا نعتمد على «الطرنشات»، فى صرف مخلفات الصرف الصحى، وكنا نحفرها بالجهود الذاتية، إلا أن الحال تدهور بعد قيام شركة الصرف الصحى، التابعة للمحافظة، بالحفر لإقامة مشروع صرف صحى، فى 1 يونيو 2008، ووعدونا بالانتهاء منه فى يونيو 2009، إلا أنهم لم ينتهوا منه حتى الآن». وأضاف الأهالى أن شركة الصرف وقعت فى خطأ كبير أثناء عملها، «فبدلا من معالجة الطرنشات قامت بكسرها مما جعل الأرض عائمة على مياه الصرف»، وبذلك تحول شارع 6 أكتوبر، المخرج الرئيسى والوحيد للمنطقة، إلى «كومة من القمامة، وبركة من مياه الصرف الصحى، وهو ما أدى إلى انسداد نفق عزبة النصر، المؤدى لمساكن صقر قريش والمعادى». نجيبة حسنى، أحد أهالى المنطقة، مقيمة بالمنزل رقم 7 بشارع زكريا، قالت ل«المصرى اليوم» إن مياه الصرف تسببت فى انهيار الدور الأرضى بالمنزل، قبل أسبوعين، مما اضطرها إلى عمل «صلبات» على نفقاتها الشخصية، «بعد اكتفاء الشركة بعمل عمود خرسانى واحد فقط»، رغم أن مقدرتها المادية لا تسمح بهذه النفقات. وتتكرر قصة «نجيبة» فى شوارع العزبة، ولكن بتفاصيل مختلفة، فهناك محمد أحمد محمد، صاحب العقار رقم 4 بشارع محمد حلمى. «محمد» حوّل جزءاً من بدروم العقار إلى محل لتصليح أدوات كهربائية، ثم أغرقت مياه الصرف الصحى، البدروم بالكامل، «مما أدى إلى تخريب أجهزة الزبائن»، وليس هذا سبب معانته الوحيد، فزوجته، أكدت أنها لم تعد تخرج من المنزل، نظراً لتعرضها لانزلاق قدمها أكثر من مرة، أثناء محاولة الخروج من مدخل البيت. من جانبه أكد كمال طايع، عضو المجلس المحلى بالبساتين ودار السلام عن عزبة النصر، أن شركة «رولان» المنفذة لمشروع الصرف الصحى سلمت المشروع من الباطن ل5 مقاولين، لا يقوم أى أحد منهم بالتنسيق مع الآخر. وأوضح: «الشركة وقعت فى خطأ فادح، وهو قيامها بالحفر فى الحارات، والشوارع الداخلية لإمداد مواسير الصرف الصحى، حيث يصل عمقها إلى 2.5 متر، بينما كان الأصح أن تبدأ بالشوارع الرئيسية، التى يصل عمق المياه بها من 6 إلى 8 أمتار حتى لا يحدث الطفح». وأكد عادل عباس، رئيس حى البساتين، أن جهاز المشروعات التابع لوزارة الإسكان رصد ميزانية 18 مليون جنيه، لإنشاء مشروع الصرف الصحى، بعزبة النصر، وقال عباس ل«المصرى اليوم»: «إن مهمة تنفيذ المشروع تم توزيعها على عدد من المقاولين من الباطن، وبالفعل انتهى منها أغلب المقاولين، إلا منطقة واحدة هى الدندرنية»، ووعد بالانتهاء منها خلال شهرين.
