تصاعدت المواجهة بين النظام السودانى ودول ومنظمات غربية، إثر قرار الخرطوم طرد 13 من منظمات الإغاثة من دارفور، رداً على إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال للرئيس السودانى عمر البشير. واتهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى، الخرطم بأنها تحرم ما يزيد على مليون شخص من الطعام والمساعدات الدولية، فيما اتهمت منظمة العفو الدولية الحكومة السودانية ب«تحويل سكان دارفور إلى رهائن»، غير أن النظام السودانى رفض التراجع عن قراره. فى سياق متصل، بدأت داخل مجلس الأمن مشاورات حول الاقتراح الذى قدمه الوفدان العربى والأفريقى بتأجيل تنفيذ مذكرة الاعتقال، فيما كشفت الخرطوم عما اعتبرته «مساومات وعروضاً» تقوم بها دول غربية على رأسها أمريكا لاحتواء الأزمة. وقال أحمد على كرتى، وزير الشؤون الخارجية السودانى، إن مساومات تجرى حالياً من جانب أمريكا وفرنسا وبريطانيا، موضحاً أن طبيعة المساومات تتعلق بموضوعات سياسية لا علاقة لها بالقانون. وفى القاهرة أكد مسؤولون سودانيون فى تصريحات ل«المصرى اليوم» رفضهم قرار اعتقال البشير، وقالوا إن المحكمة ذبحت العدالة الدولية مثل الشياه، واتهم السفير إدريس سليمان، نائب رئيس البعثة الدبلوماسية السودانية، فى تصريحات ل«المصرى اليوم» دولاً غربية بالسعى لغزو السودان كبداية لغزو أفريقيا والمنطقة العربية باسم العدالة، واتهم واشنطن بأنها تريد إخضاع السودان حتى تتمكن من تنفيذ مشروعها بربط بترول السودان وغرب أفريقيا فى خط أنابيب. من جانبهم، أعلن المشاركون فى المؤتمر الإسلامى الدولى الحادى والعشرين فى القاهرة إدانتهم الشديدة قرار المحكمة باعتقال الرئيس السودانى، معتبرين ذلك بمثابة تجسيد لمعايير الازدواجية.