احتفل روبرت موجابى، رئيس زيمبابوى، يوم السبت الماضى بعيد ميلاده الخامس والثمانين، بإقامة حفل كبير تم فيه ذبح 80 بقرة و70 عنزة و12 خنزيرًا، بالإضافة إلى قالب حلوى ضخم وزنه 85 كيلوجرامًا. وأثار الحفل الانتقادات بسبب تكلفته التى وصلت إلى 250 ألف دولار، فى ظل الأزمة الاقتصادية التى حولت كثيرا من العائلات فى زيمبابوى إلى معدمين. ولأول مرة صاحب موجابى فى حفل عيد ميلاده زعيم المعارضة مورجان تسفانجيراى، شريكه الجديد فى حكومة الوحدة الوطنية، التى تشكلت أوائل شهر فبراير الماضى. ويحكم موجابى الذى ولد يوم 21 فبراير عام 1924 زيمبابوى كحاكم أوحد منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، على الرغم من الاضطرابات الاقتصادية والسياسية، التى أجبرته على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية مع المعارضة. و قال الدكتور حلمى شعراوى، مدير مركز البحوث العربية والأفريقية، إن الرؤساء فوق سن الثمانين هم «نمط متكرر» فى القارة الأفريقية، مثل عمر جابون، رئيس الجابون، وعبدالله واد، رئيس السنغال، موضحاً أن «هؤلاء الزعماء لم يأخذوا درساً من انسحاب نيلسون مانديلا المشرف، عندما بلغ الثمانين واعتبر أن سنه غير مناسبة لاستمرار حكمه لجنوب أفريقيا». وأضاف شعراوى إن تجربة تقاسم السلطة مع المعارضة فى زيمبابوى مطلوب تطبيقها فى مناطق الاضطراب وفى مقدمتها السودان، مشيراً إلى أن التجربة فى زيمبابوى مستوحاة من التجربة الكينية، التى وصفها بأنها «أنجح لأن تاريخها الديمقراطى أفضل». وقال شعراوى إن روبرت موجابى من القيادات التاريخية للتحرر الوطنى و«هو يعتمد على هذا التاريخ لضرب أى معارضة منذ عام 1981، ويعتبر نفسه زعيماً للأمة منذ الستينيات، ويعتمد على هذا التراث ليؤكد أنه محبوب الجماهير»، موضحاً أن هذا «نموذج متكرر فى زعمائنا العرب مثل معمر القذافى فى ليبيا وعبدالعزيز بو تفليقة فى الجزائر». وأضاف: «هم يأخذون من مشاركتهم ودورهم التاريخى فى التحرر الوطنى مبرراً لموقفهم المتعنت فى أزمة الديمقراطية فى بلادهم» موضحاً أن فكرة «أبو الأمة تنفى ضمناً فكرة تداول السلطة والتعددية السياسية فى البلاد».