أكد السفير حسام زكى، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، أن مصر لم توجه الدعوة إلى إيران للمشاركة فى المؤتمر الدولى لإعمار غزة، موضحاً أن القاهرة لديها مآخذ عديدة على طهران، خاصة أنها لم تتعامل باللياقة الكاملة مع مصر – حسب قوله - أثناء العدوان الإسرائيلى على القطاع. وقال زكى - فى حوار ل «المصرى اليوم» – «إن 70 دولة و15 منظمة دولية أكدت مشاركتها فى المؤتمر»، مضيفاً: «إن الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى، ورئيس الوزراء الإيطالى سيلفيو برلسكونى، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون سيكونون أبرز المشاركين فى المؤتمر الدولى». وفيما يلى نص الحوار: ■ تستضيف شرم الشيخ المؤتمر الدولى لإعمار غزة هذه الأيام، فهل تتوقع مصر أن يثمر مثل هذا المؤتمر ما هو فى صالح الفلسطينيين؟ - نحن نسعى لهذا بالتأكيد، وإلا لم نكن نتصدى لمثل هذا الحدث، فالعمل المصرى الدؤوب من أجل عقد مؤتمر ناجح لم ينقطع منذ اللحظة التى دعا فيها الرئيس مبارك لعقد هذا المؤتمر. ومنذ انتهاء العمليات العسكرية الإسرائيلية ضد قطاع غزة، فنحن نعمل على قدم وساق من أجل إنجاح هذا المؤتمر. ■ وهل كان هناك ربط بين عقد هذا المؤتمر والمصالحة الفلسطينية؟ - المنطق المصرى أثناء الإعداد للمؤتمر كان يرمى لعقده بعد بدء عملية الحوار والمصالحة الفلسطينية، بحيث يشعر الفلسطينيون بأنهم مطالبون من قبل المجتمع الدولى وكل من يريد لهم الخير، بأن عليهم وضع حد لخلافاتهم، وأن يستعيدوا تماسك صفوفهم، وأن يتوصلوا إلى مواقف مشتركة تتيح لهم جميعاً الاستفادة من الدعم الدولى لهم. ■ وهل لهذا السبب تم تأجيل انعقاده؟ - بالفعل كانت الدعوة لعقد المؤتمر فى الثانى من شهر مارس، من بعد انطلاق عملية المصالحة الفلسطينية، ولكن اعترضنا بعض العقبات على رأسها الربط الإسرائيلى بين صفقة السجناء والموافقة الكاملة على التهدئة، إلا أن الحكمة المصرية استطاعت أن تتفادى تأثيرات سلبية عديدة لمثل هذا الأمر، واستطعنا أن نستعيد زمام المبادرة، وأن نجمع الإخوة الفلسطينيين فى الحوار الوطنى، ونأمل فى أن يخرجوا بنتائج ايجابية . ■ إذا نظرنا إلى الصورة حالياً، نجد أن الحوار الفلسطينى مازال فى بداياته ويعترضه الكثير من العقبات، كما أنه لم يتم التوصل رسمياً لتهدئة بين إسرائيل والفلسطينيين.. أليست كل هذه الأمور تعرقل الجهود الدولية لإعمار غزة؟ - إذا كانت جهود الإعمار سوف تنتظر لكى يكون كل شىء على ما يرام حتى تبدأ، فهذا أمر سوف يطول ويطول جداً، لأننا فى وضع احتلال، فهذا شعب يقع تحت الاحتلال، وقوة الاحتلال تقوم بممارسات قمعية طوال الوقت، وبالتالى إذا انتظرنا حتى يكون الأمر هادئاً وتكون الأمور على ما يرام، وبعدها نعقد مؤتمر إعادة الإعمار، فهذا أمر غير واقعى وغير عملى. وأود أن أشير هنا إلى أن بعض الأطراف الدولية استفسر منا عن عدم التبكير فى عقد المؤتمر، فنحن فى مصر حكمنا على الأمور بمنطق واع وحكيم، وهذا يتمثل فى أنه لابد أن يرتبط موضوع إعادة الإعمار بالمصالحة الوطنية الفلسطينية، حتى يشعر الفلسطينيون بأنهم فى حال نجاحهم فى عملية المصالحة، فإنهم يوفرون بذلك الجهد على المجتمع الدولى، مما يسمح لهم بالاستفادة من الدعم الدولى كله، لتحقيق الفائدة للشعب الفلسطينى. ■ وماذا عن التعقيدات الإسرائيلية.. ألم تقف حائلاً أمام هدف الإعمار؟ - بالنسبه للتعقيدات التى تضعها إسرائيل فهذا أمر طبيعى ومتوقع، فلا يمكن أن يتصور أن الجانب الإسرائيلى سوف يتعامل بشكل فيه انفتاح، وتسهيل على الفلسطينيين من تلقاء نفسه، فكما رأينا فى أكثر من مناسبة فإن الاسرائيليين لهم أجندتهم وأهدافهم الخاصة التى يسعون دائماً لتحقيقها، فيجب علينا أن نعمل من أجل عزل مثل هذه التأثيرات السلبية لمثل هذه الأمور وتحقيق الفائدة للفلسطينيين. ■ لكن ما الضمانات التى يمكن أن يحصل عليها المجتمع الدولى لضخ كل هذه الاموال فى إعمار غزة، ولا تأتى إسرائيل وتضرب من جديد؟ - هذا أمر مهم جداً، ولكنه ليس مسؤولية مصرية، فهذه مسؤولية دولية، ولابد أن يضطلع المجتمع الدولى بمسؤوليته، فنحن بالفعل استمعنا خلال مشاوراتنا العديدة مع الأطراف الدولية أثناء التحضير للمؤتمر إلى نفس هذه الملاحظات، وقالوا لنا «إنهم سبق أن أعادوا بناء مرافق عديدة فى غزة، ثم تأتى إسرائيل وتضربها فما الذى يضمن هذه المرة ألا تقوم إسرائيل بتدمير ما سيتم إعادة بنائه مرة أخرى»، وكان ردنا: «لا يوجد ما يضمن هذا سوى أن نمضى قدماً فى البحث من أجل السلام». ■ وبالنسبه للهدف من مؤتمر إعادة الإعمار، هل سيتم تقديم أموال للفلسطينيين أم مشروعات؟ - موضوع الأموال تم بحثه مع الكثير من المشاركين فى المؤتمر، والذين لهم دراية وخبرة فى تقديم المساعدات للسلطة الفلسطينية، فهناك آليتان دوليتان لتقديم الأموال للسلطة الفلسطينية، الأولى هى آلية الاتحاد الأوروبى «بيجاس»، والآلية الأخرى تابعة للبنك الدولى، وهاتان الآليتان تقدمان نوعين من المساعدات للفلسطينيين سواء مالية، فى صورة أموال تقدم للسلطة الفلسطينية كرواتب أو دفع فواتير ودعم الموازنة، كما تقوم أيضا بتمويل المشروعات فى الأراضى الفلسطينية. وهناك أيضاً البنك الإسلامى للتنمية، ■ هل ستشهد شرم الشيخ لقاءات عربية - عربية فى إطار المصالحة؟ - العلاقات العربية - العربية مهما اعتراها من خلافات واختلافات فهى علاقة بين أشقاء، والتواصل فيما بيننا سيستمر، وإذا كان لدينا عتاب على شقيق، فمصر كبيرة للدرجة التى تمكنها من أن تقول عتابها بصراحة لهذا الشقيق، وأن تمضى فى طريقها دون الالتفات لأى صغائر، وهذا هو المنطق الذى تعاملت به مصر فى الماضى، وسوف تستمر فى التعامل به فى المستقبل. ■ هل ستشارك إيران فى فعاليات المؤتمر؟ - لا، فنحن لم نوجه لها دعوة بالمشاركة. ■ لماذا؟ - نحن لا نستشعر أن الجانب الإيرانى بالتصرفات التى قام بها على مدار أزمة غزة، لديه اللياقة الكاملة مع مصر، فقد كانت لنا مآخذ عديدة على الجانب الإيرانى، فلذلك اتُخذ قرار بعدم دعوته للمشاركة فى المؤتمر.