كتب الزميل سيد عبدالمجيد فى عموده الأسبوعى «للعقل فقط» بجريدة «الأهرام» يوم الاثنين الماضى تحت عنوان «مثلث الشر» أنه «فى الوقت الذى كانت فيه بلجيكا المسيحية تمنح مواطنتها زينب المسلمة لقب ملكة جمال البلاد، كانت طالبان باكستان تصدر قرارها بحظر تعليم الفتيات»، «وفى إيران كانت أيادى البطش تطيح بمكتب شيرين العبادى الحاصلة على نوبل للسلام، والحجج كما هى العادة واهية، وتعكس أحد وجوه القبح فى ذلك البلد الذى انتهت ثورته كما انتهت ثورات العالم الثالث إلى القمع والفساد». واستطرد الزميل «أما حماس التى سيطرت على غزة، وبعد أن خلا لها الميدان، فقد قام أفرادها بالسطو على دور السينما، أولاً لنهب أموالها «الحرام» لتدخل جيوبهم، ثم إغلاقها بالضبة والمفتاح، ولأن حفلات الموسيقى رجس من عمل الشيطان فقد تم حظرها حتى لو كان الهدف منها إحياء عرس». وهكذا فى الوقت الذى توشك فيه دور السينما أن تفتح أبوابها فى السعودية المفترض أنها الأكثر تشدداً، تغلق فيه حماس دور السينما فى غزة بدعوى التشدد الإسلامى، والإسلام براء مما يفعلون. وفى الوقت الذى تمنع فيه دور السينما فى غزة - حماس، تعلن فيه وزارة الخارجية الألمانية عن المساهمة بمبلغ 170 ألف يورو (220 ألف دولار أمريكى) لترميم وتحديث سينما جنين أكبر دار للعرض السينمائى فى المدينة الفلسطينية، وقد تم حتى الآن جمع 55 فى المائة من إجمالى التكلفة وقدرها 750 ألف دولار. وليت إحدى المؤسسات الثقافية العربية الكبرى من المغرب إلى أبوظبى تقوم باستكمال ميزانية ترميم وتحديث تلك الدار الوحيدة من نوعها فى جنين، التى أغلقت منذ أكثر من 20 سنة. وترجع قصة هذا الدعم الألمانى إلى المخرج الألمانى ماركوس فيتر الذى أخرج مع الإسرائيلى ليون جيلر فيلماً تسجيلياً ألمانياً بعنوان «قلب جنين»، وعندما أراد أن ينظم عرضاً للفيلم فى المدينة الفلسطينية ليشاهده سكانها، علم أن دار العرض الوحيدة مغلقة، وقرر أن يجمع التبرعات مع مالكها فخرى حامد من أجل إعادة تشغيلها. وقد أعلن الخبر فى حفل أقيم أثناء مهرجان برلين بمناسبة فوز الفيلم بجائزة السينما من أجل السلام التى تمنح سنوياً لفيلم أو سينمائى، والفيلم عن المواطن الفلسطينى إسماعيل الخطيب الذى قام جندى إسرائيلى بقتل ابنه أحمد (12 سنة) بعد أن تصور أنه يوجه إليه بندقيته، بينما كانت البندقية لعبة أطفال، ورغم الفاجعة تبرع الخطيب بأعضاء ابنه، وأنقذ بها حياة أربعة أطفال إسرائيليين. [email protected]