لم تكن «سيسليا» الفتاة الفرنسية ذات ال 17 ربيعاً، الطالبة فى المرحلة الثانوية ببلدية برن، تعلم أن نهايتها المأساوية ستكون فى البلد الذى قرأت عنه فى كتب التاريخ واشتاقت لرؤية آثار حضارته القديمة، التى كان لأجدادها الفضل فى اكتشافها وفك أسرارها عندما جاءوا غزاة إلى مصر فى حملة قبل مائتى عام. وحسب رواية مسؤولين من هيئة التنشيط السياحى، جاءت سيسليا فى مجموعة تضم 62 من طلبة المدارس الثانوية تتراوح أعمارهم بين 14 و17 عاماً فى رحلة إلى مصر بدأت الاثنين الماضى، زاروا خلالها عدداً من المدن والمواقع الأثرية، وكانت إقامتهم فى أحد الفنادق بمنطقة الهرم. ووفقاً للبرنامج الذى وضعته لهم الشركة الفرنسية المنظمة للرحلة عن طريق الإنترنت، فإن زيارة حى الحسين وخان الخليل ستكون المحطة الأخيرة لهم لشراء الهدايا للأهل والأقارب قبل سفرهم فجر أمس الأول، أى قبل الحادث ببضع ساعات. وقالت مسؤولة فى هيئة التنشيط السياحى، رافقت المصابين من مستشفى الحسين إلى معهد ناصر، إن زملاء سيسليا كانوا فى حالة نفسية شديدة السوء، بسبب النهاية المأساوية لرحلتهم التى وصفوها بأنها كانت حتى الساعات الأخيرة كأنها فصل من فصول كتاب ألف ليلة وليلة، لكن ما سيتذكرونه هو الساعات الأخيرة ورحيل سيسليا بهذه الطريقة المأساوية وتناثر هداياها التى حرصت على اقتنائها لأسرتها وزملائها من خان الخليلى، حول جثمانها، وعودتهم إلى بلادهم دونها. وأضافت المسؤولة أن الأثر النفسى الذى تركه الحادث على هؤلاء لابد من معالجته، لأنه سيترك فى نفوس هؤلاء الصبية والفتيات ذكريات غير طيبة عن مصر، لذا فإن هيئة التنشيط السياحى بادرت بالإعلان عن أنها ستنظم فى وقت لاحق زيارة على نفقتها لعدد من تلاميذ هذه المدارس لرؤية مصر «الطيبة» التى قرأوا عنها فى كتب التاريخ والتى أحبوها، وليس مصر «المخيفة»، موضحة أن الرحلة المستقبلية سيكون بها وقت كاف لزيارة حى الحسين بروحانياته وتاريخه وهداياه وتحفه.