واقعة استيلاء 5 سيدات على 10 منازل فى مشروع إسكان الأسر الأولى بالرعاية فى مدينة القرنة الجديدة غرب الأقصر، التى لا تزال تحت التشطيب، كشفت عن مأساة إنسانية تعيشها هؤلاء السيدات، فبعد إخلاء الشرطة لهذه المنازل التى احتللنها برفقة عدد من الصبية والفتيات دون وجه حق. وبعد إخلاء سبيلهن من سراى نيابة الأقصر التقت بهن «المصرى اليوم» ورصدت عن قرب دوافع ارتكابهن هذه الواقعة التى تحدث لأول مرة فى الأقصر. سميحة محمود أحمد، تبلغ من العمر (50 سنة) مطلقة وتعيش مع ابنتيها نجوى وصباح، هجرها زوجها قبل عامين وتركها فى منزل صغير مبنى بالطوب اللبن، تدفع له إيجاراً شهرياً قدره مائة جنيه رغم أنها تتقاضى معاشاً لا يتجاوز 85 جنيهاً، مأساة سميحة الحقيقية بدأت عندما طالبها صاحب المنزل بإخلاء الشقة، قالت: منذ 10 سنوات تقدمت بطلبات متتالية للحصول على سكن ضمن الحالات الإنسانية دون جدوى، وبعد أن سمعت عن إقامة مساكن للأسر الفقيرة والمطلقات قررت مع شقيقاتى ومن يعانين مثلى أن نأخذ حقوقنا بأيدينا، وأقمنا بالفعل فى شقق الأسر الأولى بالرعاية لمدة عشرة أيام، فوجئنا بعدها بمحمد سيد سليمان، رئيس مدينة القرنة الجديدة، يستعين بالشرطة لإخراجنا بالقوة، وبالفعل ألقت الشرطة بأثاثنا وأدواتنا المنزلية فى الشارع، وعلى الرغم من أن مدير النيابة قال لنا: «ارجعوا لشققكم تانى ومتطلعوش منها» -حسب قولها- فإن رئيس المدينة والمقدم خالد الشيمى نائب مأمور مركز القرنة رفضا عودتنا. وأضافت سميحة: أصبحت لا أعرف إلى أين أذهب أنا وبناتى، فالشرطة طردتنا من هذه الشقق وصاحب المنزل الذى أسكن فيه يطالبنى بإخلائه. زينب محمود أحمد، تعول ثلاثة أطفال هم: وفاء وعلاء ومحمد، وأكبرهم عمره عشر سنوات، هجرها زوجها منذ سنوات وتعيش فى «عشة» وفرها لها أهل الخير فى منطقة السناينة، قالت زينب: عندما سمعت باستيلاء سيدات على شقق فى مشروع إسكان الأرامل والمطلقات لم أتردد فى مشاركتهن بسبب ظروفى المعيشية الصعبة حيث أعمل فى نحت «الجعارين» من الأحجار للإنفاق على أولادى الثلاثة. أما شقيقتها منى، فأكدت أن زوجها طلقها وترك لها 4 أولاد، هم: ياسر ومحمد وفرح وعائشة، أكبرهم يبلغ من العمر 13 عاماً، وأنها تسكن فى منزل ريفى مكون من غرفة وحمام مقابل إيجار شهرى 50 جنيهاً، وتتكسب رزقها ورزق أولادها الأربعة من نحت «الجعارين» الفرعونية وبيعها لأصحاب البازارات السياحية مقابل عشرة جنيهات لكل ألف جعران. وأكدت أنها تقدمت بالتماس للدكتور سمير فرج، رئيس المجلس الأعلى للأقصر، وفضيلة الشيخ محمد الطيب، رئيس المجلس المحلى الأعلى للأقصر، لمنحها وحدة سكنية ضمن الوحدات المخصصة للحالات الإنسانية منذ أربع سنوات دون جدوى، فاضطرت إلى مشاركة الأخريات فى الحصول على شقة فى مشروع إسكان الأسر الأولى بالرعاية فى مدينة القرنة الجديدة، لكنها -حسب تأكيدها- لم تسلم من «البهدلة» حيث غابت عن الوعى 3 مرات فى سراى النيابة وتحطم أثاث منزلها البسيط. منى قالت إنها على موعد جديد مع التشرد حيث سبق أن لقى شقيقها محمد مصرعه برصاص الشرطة عندما تصدى لتنفيذ قرار إزالة منزل العائلة عام 1998، ووعدوهم وقتها بمنازل بديلة تعويضاً عن دم شقيقها الذى قتل مع ثلاثة آخرين، ولكن لم يحدث شىء ولا تزال أرملة شقيقها عائشة محمد الجيلانى وابناها يعيشون مأساة إنسانية أخرى فلا سكن ولا مصدر للرزق. صباح على طايع قالت إنها مطلقة وتعول 3 أولاد: أسماء وزهراء وقاسم، وأكبرهم يبلغ من العمر 10 سنوات، وكانت تقيم بالإيجار فى مسكن بسيط إلى أن طردها أصحابه منه لحاجتهم له، وبعد طردها من الشقة التى أقامت فيها بالقوة تعيش حالياً برفقة أولادها الصغار فى منزل مهجور عبارة عن غرفة يحيط بها سور صغير، ناشدت هؤلاء السيدات السيدة سوزان مبارك، وعضوات المجلس القومى للمرأة، والدكتور سمير فرج رئيس المجلس الأعلى للأقصر، حمايتهن من التشرد وتوفير إقامة إنسانية لهن.