قرر المستشار محمد حلمى قنديل، المحامى العام الأول لنيابات وسط القاهرة، إخلاء سبيل جميع المتهمين وعددهم 49 فى أحداث الشغب والحريق الذى وقع أمس الأول فى مقر حزب الغد، بعد مشاجرة بين أنصار أيمن نور وأنصار موسى مصطفى موسى، وذلك بعد تحقيقات استمرت أكثر من 10 ساعات حتى صباح أمس «الجمعة»، وجهت النيابة 6 تهم لأنصار نور و5 تهم لأنصار موسى، تبادل الطرفان الاتهامات فى تحقيقات النيابة، وفرضت أجهزة الأمن طوقاً أمنياً داخل المحكمة لمنع احتكاك المتهمين ببعضهم البعض داخل سراى النيابة وكذلك أمام مقر الحزب المحترق. وأمر المستشار قنديل بتكليف السلطات الأمنية المختصة بالقاهرة بعمل التحريات الأمنية اللازمة على العناصر التى شاركت فى هذه الأحداث ودور كل منهم على حدة فى ارتكابها، واستمعت النيابة لأقوال 13 شخصاً من شهود العيان والعاملين بمحال أسفل وإلى جوار مقر الحزب المحترق، وأكدوا أنه عند الصباح حضرت جميلة إسماعيل زوجة الدكتور أيمن نور، رئيس الحزب السابق، وعدد من أنصارها إلى المقر وبعد ساعات قليلة شاهدوا موسى مصطفى موسى الصادر له حكم بتسلم مقر الحزب بصفته رئيساً له وعدداً من أنصاره يسيرون فى مسيرة تجاه مقر الحزب، وحاولوا الدخول إلى المقر إلا أن أنصار نور منعوهم بإغلاق الباب. وأضاف شهود العيان أن الطرفين تبادلا إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على بعضهم البعض مما أدى إلى تحطيم عدد من السيارات المتواجدة أسفل المقر وعدد من وجهات محال قريبة من المبنى واشتعال النار داخل الحزب. واتهمت جميلة إسماعيل فى تحقيقات النيابة موسى مصطفى موسى وأنصاره بحرق مقر الحزب وإصابة عدد من أنصارها بعد تعرضهم للقذف بالحجارة والزجاجات الحارقة من أنصار موسى، الذين حطموا باب المقر، ونفت جميلة الاتهامات التى نسبتها إليها النيابة. وقالت جميلة إسماعيل ل«المصرى اليوم» إنها وقفت مرتين أمام النيابة الأولى باعتبارها متهمة بالاتهامات التى وجهها إليها موسى مصطفى موسى بحرق الحزب وإصابة عدد من أنصاره، ورفضت جميلة تلك الاتهامات، وفى المرة الثانية وقفت جميلة أمام النيابة باعتبارها مجنياً عليها فى البلاغ الذى تقدمت به واتهمت فيه كلاً من موسى ورجب هلال حميدة، عضو مجلس الشعب، بالشروع فى قتلها وقتل عدد من أعضاء الحزب أثناء الحريق. واتهمت جميلة مأمور قسم قصر النيل بالتواطؤ والتصديق على بلاغات موسى باعتبارها حقيقة، وقالت جميلة: حسبى الله ونعم الوكيل فى الداخلية وأجهزة الدولة التى وضعت أرواح العشرات عرضة للموت. قرر 24 آخرون من أنصار نور بينهم وائل نوارة وإيهاب الخولى وأيمن بركات المحامى ما قالته جميلة فى التحقيقات، وأكد بركات أنه لم يكن متواجد فى الحزب وقت الواقعة، وأنه فوجئ باتصال تليفونى وقت أن كان فى مكتبه بالقليوبية من أحد الأعضاء يخبره باشتعال النيران فى الحزب فحضر مسرعاً إلى القاهرة وتوجه للاطمئنان على المصابين فى مستشفى المنيرة وهناك ألقى الأمن القبض عليه وتحول إلى واحد من المتهمين، رغم أنه لم يشارك فى شىء. وقال إيهاب الخولى، رئيس الحزب المتنازع عليه، إنه كان متواجداً بالمقر، وفوجئ بسيل من الحجارة والزجاجات الحارقة تقع عليهم من أنصار موسى مصطفى موسى، فحاولوا إغلاق النوافذ إلا أن الحجارة حطمتها وأمسكت الزجاجات الحارقة بستائر المقر مما أدى إلى وقوع الحريق. ورد المتهمون من أنصار موسى مصطفى موسى وعددهم 24 على ما قاله أنصار نور فى التحقيقات، وأكدوا أنهم كانوا يسيرون فى مسيرة سلمية إلى مقر الحزب الصادر لهم حكم بتسلمه، وبمجرد وصولهم أمام المقر فوجئوا بجميلة إسماعيل وأنصارها يقفون فى النوافذ ويلقون بالحجارة عليهم والزجاجات الحارقة، مما أدى إلى إصابة عدد منهم وتحطيم سيارات وواجهات بعض المحال. وقال عدد من أنصار نور ل«المصرى اليوم»: إن الأمن ساعد فى تطور الأحداث داخل المقر، وأكدوا أنه لم يكن هناك جندى واحد فى ميدان طلعت حرب الكائن به الحزب، رغم أن الدوريات الأمنية تتمركز هناك فى الليل والنهار، ولم يتدخل الأمن لمنع تلك الوقائع، وأضافوا أن الأمن بعد أن انتهى الحريق فرض كردوناً أمنياً على المقر، وأكدوا أن هناك قصوراً أمنياً. وأثناء التحقيقات التى أجراها عدد من وكلاء نيابة وسط القاهرة تحت إشراف المستشار محمد حلمى قنديل المحامى العام الأول لنيابات وسط القاهرة، فرضت أجهزة أمن طوقاً أمنياً لمنع احتكاكات أنصار الطرفين. وفى نهاية التحقيقات وجهت النيابة لأنصار نور تهم التسبب فى الحريق والتجمهر والسب والقذف وحيازة وإحراز مفرقعات وما فى حكمها، وإتلاف ممتلكات الغير وإصابة أشخاص، واتهمت أنصار موسى بنفس التهم عدا تهمة السب والقذف، وقررت إخلاء سبيل جميع المتهمين من سراى النيابة بضمان بطاقاتهم الشخصية على ذمة التحقيقات، وكلف المستشار قنديل أجهزة الأمن بعمل التحريات اللازمة وانتداب المعمل الجنائى لتحديد أسباب الحريق وتحديد دور كل متهم فى الواقعة.
