من مساخر امتحانات الدور الأول التى انتهت منذ أيام ما لا يحصى ولا يعد لأن وزارة التعليم تواصل إنجازاتها بنجاح منقطع النظير.. فى إحدى لجان الإعدادية وفى يوم امتحان الدراسات الاجتماعية فوجئ التلاميذ بالمدرسين يوزعون أوراق امتحان اللغة الإنجليزية وبعد الفزع والصراخ واللطم من التلاميذ تنبه المدرسون وجمعوا أوراق اللغة الإنجليزية ثم أحضروا أوراق الدراسات وكان قد فات من الوقت ساعة كاملة وأجبر التلاميذ على حل الامتحان فى الوقت المتبقى ولم يحتسبوا لهم الوقت الضائع الذى تسبب فيه الإهمال الشامل للإدارة التعليمية. وفى مدرسة أخرى فوجئ الطلبة بأسئلة من مواد الدور الثانى فى امتحان الدور الأول، وفى إحدى مدارس اللغات جاءت الترجمة خاطئة فى بعض المسائل الحسابية، وأخرى جاء بها الامتحان أطول من عدد الأسئلة المعتادة واضطر المدرسون لطرق أبواب اللجان لجنة لجنة لينبهوا التلاميذ لشطب الأسئلة الزائدة.. هذه المساخر هى القليل الذى سمعته وبالتأكيد أن الذى لم أسمعه أكثر وأكثر. الحمد لله الأداء التعليمى والإدارة والنظام والدقة فى أدنى مستوى، والمناهج غير صالحة للاستعمال العقلى الآدمى ومستوى المعلمين والدروس الخصوصية والكادر آخر حلاوة وجمال.. ورغم كل هذا يتجرأ أحد المدرسين من واضعى الامتحانات فى مدرسة كفر الدوار الثانوية بنات ويضع سؤالاً فى النحو يسب فيه محمد هنيدى ويلقب الممثلين الساخرين بالفاشلين ويتهمه بقتل القيم لأنه تجرأ على المعلم المهيب وعمل عنه فيلماً.. رغم أن هنيدى يقوم بدور معلم غيور على اللغة العربية والسخرية من حال التعليم المايل.. لكن نعمل إيه امتحانات الكادر لم تكن بها أسئلة ذكاء. المهم والخطير فى هذه السابقة الأولى من نوعها أن هذا المعلم المهيب اعتبر أن وظيفته فى وضع الأسئلة هى منبر خاص به ينشر من خلاله آراءه الخاصة للتلاميذ ويروج لأفكاره الشخصية لأن إدارة الامتحانات هى عزبة والده الخاصة يفعل فيها ما يشاء، ومن عينة هذا المهيب الكثيرون فى هذه الوزارة المهيبة والأخطر أنهم يروجون لأفكار متطرفة ومتخلفة تهدد أمن الوطن بحق. ويبدأ السؤال وهو فى النحو بكارت إرهاب يتمسح فيه بالدولة وقائدها والحكومة وكأن الناس مازالت تخاف من الحكومة والوزراء، وكأن الدولة ليس بها جرائد معارضة نازلة فيهم تلطيش.. ثم يدعى أن الدولة أولت المعلم اهتماماً عظيماً بإنشاء كادر خاص للمعلم حتى «يطيب نفساً» وماأعرفش إيه علاقة الكادر ب«يطيب نفساً» والغريب أن هذا الكادر وامتحاناته لاقت معارضة ورفضاً من المدرسين الذين اعتبروها إهانة وقلة قيمة.. أما أغرب جملة فهى أن «هنيدى يستهزئ بالمعلم المهيب بهدف قتل القيم التى طالما سعت الدولة إلى ترسيخها»!!! واللى يعرف هذه القيم التى تسعى الدولة لترسيخها، وترسيخها فين بالظبط يقول لى وله الأجر والثواب لأنى بأحاول ألاقى قيمة واحدة مش عارفة والدليل أن هذا المعلم المهيب استغل وظيفته فى نشر وتوجيه آراء خاصة بها من السباب والاتهامات ما يقذف به إلى منزله ليترك الامتحانات ويقشر بصل للمدام.. إلا إذا كان يعتبر أن المعلم قد تسلح بالقيم إلى درجة قتل طفل داخل فصله الدراسى بالحذاء وقتل طفلة أخرى من الرعب والخوف وهتك عرض بعض من الفتيات وإجبار طفلة على نزع بنطلونها أمام زملائها من باب العقاب وتعليق تلميذ على باب مدرسة وجلد آخر بالكرباج إلى آخر القيم النبيلة.. وإذا كانت هذه القيم هى ما أثارت غضب المعلم وجعلته يسب هنيدى فى أوراق الامتحان لأنه لم يظهرها فى الفيلم فله الحق كل الحق والغلط راكب هنيدى من ساسه لراسه ونحن نرجوه أن يراعى القيم التى تسعى الدولة إلى ترسيخها فى دور العلم فى فيلمه المقبل عشان المعلم المهيب ينبسط ويعرف يعرب كلمة «قيم».