علمت «المصرى اليوم» أن مديرى المبيعات والتسويق بالمصانع التركية، المتواجدين بالقاهرة حالياً أجروا عدداً من صفقات توريد حديد التسليح إلى مصر بلغت حوالى 100 ألف طن، على أن يتم التسليم خلال الشهرين الجارى والمقبل. وتواجد بالقاهرة خلال الأيام الماضية عدد من مندوبى المصانع التركية بالإضافة إلى شركات تجارية منها شركة «بالى» لإبرام الصفقات مع المستوردين المصريين، وتراوحت أسعار الحديد التركى ما بين 460 دولاراً و490 دولاراً، وهو ما اعتبره المراقبون اتجاهاً جديداً ينذر بعواقب وخيمة على الصناعة المحلية، خاصة أن سعر طن الحديد المستورد لن يزيد على 2900 جنيه بعد إضافة الرسوم والجمارك والضرائب، مما يعنى أن سعر الطن سيصل إلى المستهلك بسعر 3000 جنيه، فى ظل المضاربة على الأسعار بين المستوردين. ويشهد الحديد التركى إقبالاً كبيراً من المستهلكين فى ظل انخفاض سعره وجودته، ونقص حديد عز بالسوق. وبلغت أسعار بيع حديد التسليح التركى للمستهلكين أمس من 3100 جنيه إلى 3350 جنيهاً، مع توقعات بنزول السعر تحت حاجز ال 3000 جنيه قريباً، فيما تراوحت أسعار الحديد المحلى ما بين 3400 جنيه «المصانع الصغيرة والمتوسطة» إلى 3600 جنيه للمستهلكين. وشهدت السوق شبه توقف لمبيعات المصانع المحلية فى ظل إغراق السوق بالحديد التركى، مما دعا عدداً من المصنعين إلى مطالبة وزارة الصناعة بإنقاذ الصناعة الوطنية وتحديد أسعار الحديد التركى المستورد أسوة بالحديد المحلى. واعتبر رفيق الضو، العضو المنتدب لشركة مصر الوطنية للصلب أن انخفاض الأسعار إلى هذا الحد «هدم للصناعة الوطنية» وأكد أن الأسعار التى أعلنتها المصانع المحلية مؤخراً تمثل سعر التكلفة دون مكسب. وقال خالد معبد «تاجر» إن مبيعات المصانع المحلية شبه متوقفة بسبب الحديد التركى الذى يغزو السوق بكميات كبيرة جداً خلال الأيام الماضية، بالإضافة إلى توقف المستهلكلين عن الشراء انتظاراً لانخفاض الأسعار أكثر من ذلك. وقالت مصادر بالسوق إن مجموعة عز شكلت فريق عمل للتفتيش ومتابعة مخازن الوكلاء والموزعين التابعين لها وذلك للحد من بيع الحصص المخصصة للمستهلكين لشركات المقاولات، ويقوم موظفون بالمجموعة بمتابعة دخول الحصص المخصصة للوكلاء إلى المخازن وبيعها للتجار ثم المستهلكين. وأضافت المصادر أن مجموعة عز مازالت تخفض حصص الوكلاء بنسب تصل إلى 35٪، وذلك لتوريد كميات إضافية إلى شركات المقاولات التى تفضل حديد عز عن غيره لجودته وانخفاض سعره عن نظيره المحلى. وأوضحت المصادر أن وكلاء عز لا يلتزمون بالأسعار المحددة من الشركة حيث يتم بيع طن الحديد للتجار بسعر 3520 جنيهاً وهو السعر المخصص للمستهلك، مما يصل بالسعر شامل النقل حوالى 3750 جنيهاً للمستهلك. وأكدت المصادر أن هناك نقصاً شديداً لحديد عز بالسوق.