أكد أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، أنه ثبت صحة وجهة النظر المصرية بأن إيران كانت وراء الكثير مما حدث مؤخرا، فى إشارة إلى تدخلها وسياستها فى الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، وأضاف أن مصر وقفت وقفة قوية وانتهى الحال أن جميع الخيوط فى يد مصر، وأضاف «الفلسطينيون اليوم فى مصر وبالأمس كانت إسرائيل والجميع يعود إلى مصر، وبالتالى ثبت زيف كل الأقاويل والمقولات»، مشيرا إلى أن الدور المصرى كان واضحا منذ اندلاع الأحداث الأخيرة فى غزة وثبت للجميع أهمية هذا الدور. وردا على سؤال قبل مشاركته فى مؤتمر مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبى فى بروكسل حول ما إذا كانت هناك حرب إعلامية ضد مصر، قال أبوالغيط «لم تكن حربا إعلامية ولكنها حرب استهدفت فتح معبر رفح، ومعبر رفح مفتوح للشق الإنسانى فقط ولكن يحكمه اتفاق 2005 وسيظل ذلك الاتفاق يحكم هذا المعبر». وأكد أبوالغيط أن مصر تدعم التحرك نحو العدالة الدولية لملاحقة المسؤولين عن عمليات القتل والدمار التى تعرض لها الفلسطينيون فى غزة وأنها كانت من الدول الأساسية وراء طرح هذه الفكرة خلال اجتماعات مجلس الأمن. وحث أبوالغيط الدول الأوروبية على تقديم مساعدات عاجلة لإعادة إعمار قطاع غزة، كما حثها على الضغط على إسرائيل للإسراع فى إعادة فتح المعابر الحدودية، وقال إنه يأمل فى إمكانية عقد مؤتمر دولى للمانحين لإعادة الإعمار الفلسطينى بحلول 28 فبراير المقبل،وتشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية للتعامل مع الأموال التى سيتم جمعها. من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الفلسطينى، رياض المالكى، أن قرار إسرائيل منح جنودها حماية قضائية تامة بسبب الهجوم على قطاع غزة لن يمنع الملاحقات القضائية، وقال المالكى فى مؤتمر صحفى عقده فى ختام لقاء بروكسل مع وزراء خارجية الاتحاد «لا حصانة ضد الملاحقات القضائية»، وجاءت تصريحات المالكى ردا على ما أعلنه رئيس الوزراء الإسرائيلى المستقيل إيهود أولمرت، بأن الجنود الذين شاركوا فى الهجوم سيستفيدون من حماية قضائية تامة فى إسرائيل والخارج فى مواجهة المطالب بإجراء ملاحقات بحقهم. من جانبهم، أشاد وزراء خارجية الاتحاد الأوروبى بأهمية الدور المصرى فى تحقيق المصالحة الفلسطينية وإقناع حماس بوقف إطلاق النار الذى اعتبروه ضروريا لتوصيل المساعدات الإنسانية وإعادة إعمار قطاع غزة، كما حث الوزراء الأوروبيون الفلسطينيون إلى تنحية خلافاتهم جانبا والعمل على تشكيل حكومة توافقية تقوم على أساس الوحدة الوطنية لتسهيل عمليات العبور إلى قطاع غزة واستئناف عملية السلام. وقال وزير الخارجية البريطانى ديفيد ميليباند فى تصريحات خاصة ل»المصرى اليوم»، قبل بدء محادثات فى بروكسل مع مسؤولين فلسطينيين ومصريين وأردنيين وأتراك حول عملية السلام «لدينا جميعا مصلحة فى إعادة توحيد الصوت الفلسطينى»، ومن جانبه، قال وزير الخارجية السويدى كارل بيلت «حان الوقت لكى يبدأ الفلسطينيون التحاور فيما بينهم، ما لم نستطع التغلب على الانقسام داخل المجتمع الفلسطينى، فسيكون من الصعوبة بمكان المضى قدما بشأن غزة وعملية السلام»، وقال وزير الخارجية الإسبانى ميجيل أنجيل موراتينوس «ما تريده أوروبا هو حكومة توافقية فى الأراضى الفلسطينية وإننا لا نطلب المستحيل من حماس». وتركزت محادثات بروكسل على تسهيل عملية الوفاق الفلسطينى وتقديم المساعدات المطلوبة لإعادة فتح المعابر بصورة دائمة للسماح للمساعدات الإنسانية بالوصول إلى القطاع، وقال وزير الخارجية التشيكى كارل شوارزنبيرج، الذى تتولى بلاده رئاسة الاتحاد عقب الاجتماع الطارئ، إنه تم الاتفاق بالإجماع على اتخاذ إجراء سريع وملموس لمساعدة السكان فى غزة، وأضاف أنه يوجد قلق كبير إزاء الأوضاع الإنسانية فى قطاع غزة ونرغب فى التأكد من ضمان وصول المساعدات اللازمة إلى من يحتاجها. وفى غضون ذلك، بدأ الممثل الأعلى للسياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى، خافيير سولانا، جولة فى الشرق الأوسط استهلها بزيارة مصر، بالتزامن مع جولة المبعوث الأمريكى الجديد إلى المنطقة جورج ميتشل، ومن المقرر أن يزور سولانا الأراضى الفلسطينية وإسرائيل والأردن.. وكان سولانا قد أكد ضرورة أن تفتح إسرائيل المعابر، معربا عن تأييده لفتح تحقيق دولى فى الغارات التى شنتها على القطاع، وقال «يجب تحديد ما إذا كانت إسرائيل ارتكبت جرائم حرب خلال هجماتها على غزة».