فور تنصيبه كأول رئيس أسود من أصل أفريقى للولايات المتحدة، قرر باراك أوباما المدعين العسكريين فى محاكمات جرائم الحرب فى قاعدة جوانتانامو توجيه طلب لإيقاف كل القضايا المنظورة أمام المحاكم الاستثنائية لمدة 120 يومًا، بدلاً من إغلاق المعتقل الذى كان أحد أهم شعارات حملته الانتخابية، فيما أعلنت الإدارة الجديدة تجميد جميع التشريعات الموروثة عن الإدارة السابقة والتى لم يبت فيها لحين إعادة النظر بها. وأفادت مذكرة وزعت على الصحفيين مساء أمس الأول أن مدعى المحاكم الاستثنائية فى جوانتانامو سيطلبون من القضاة العسكريين تعليق الإجراءات القضائية لمدة 120 يومًا بطلب من أوباما، وقال مسؤول يشارك فى المحاكمات طالبا عدم نشر اسمه إنه من المتوقع أن يبت قضاة المحكمة العسكريون فى الطلب خلال ساعات. وتفيد المذكرة أن المدعين العسكريين تلقوا أمرًا من وزير الدفاع روبرت جيتس مباشرة «بإعطاء وقت كاف إلى الإدارة الجديدة لإعادة النظر فى ملفات المعتقلين حاليا فى جوانتانامو الذين تقرر أنه لا يمكن الإفراج عنهم أو نقلهم»، وقال مدعون فى طلبهم المكتوب إن قرار الإيقاف «لمصلحة العدالة». ومن بين القضايا التى يبحثها القضاة، القضية التى ينتظر الحكم فيها بالإعدام بحق 5 سجناء متهمين بتدبير هجمات 11 سبتمبر، فيما أعلنت المتحدثه باسم المحاكم الاستنثنائية أن القاضى المكلف ملف الكندى عمر خضر المتهم بقتل جندى امريكى فى افغنستان تم تعليق أجراء محاكمته فور صدور الطلب من أوباما. وعلى الصعيد نفسه وبعد ساعات قليلة من حفلات راقصة أقيمت على شرفه شارك أوباما فى الصلاة التقليدية فى كاتدرائية واشنطن، ثم انتقل إلى مكتبه الرئاسى فى المكتب البيضاوى لأول مرة بصفته رئيسا للبلاد التى تواجها أزمة مالية ضخمة أدت لوقوع اقتصادها فى براثن الركود، ولبحث سبل الخروج بطريقة «مسؤولة» من العراق وتحقيق النصر على الإرهاب وشبكة القاعدة فى أفغانستان. وفى غضون ذلك، قال روبرت جيبس المتحدث باسم أوباما فى بيان، إن راهم امانويل، مدير شؤون الموظفين فى البيت الأبيض، وقع «مذكرة موجهة إلى جميع الهيئات والأقسام فى الإدارة لوقف جميع التشريعات التى لم يبت فيها حتى تتمكن إدارة أوباما من إعادة النظر فى مضمونيها السياسى والقضائى». ومن جهة أخرى، وافق مجلس الشيوخ الأمريكى على تثبيت 7 مسؤولين كبار فى فريق الرئيس الجديد من بينهم وزيرة الأمن الداخلى جانيت نابوليتانو، وتعيين ستيفن شو الحائز على جائزة نوبل وزيرا للطاقة، وارنى دوكان وزيرا للتربية، وكين سالازار وزيرا للشؤون الداخلية مكلفا خصوصا للحدائق العامة، واريك شينسيكى وزيرا للمحاربين القدامى، وتوم فيلساك وزيرا للزراعة، وبيتر اورزاك مديرا للميزانية فى البيت الأبيض. وسيلى ذلك التصويت على تثبيت أو عدم تثبيت هيلارى كلينتون فى منصب وزيرة الخارجية حيث تم تأجيل عملية التصويت التى كانت مقررة أمس الأول، كما تم تأجيل التصويت على تعيين تيموثى جيتنر فى منصب وزير الخزانة. وعلى صعيد أخر، وقبيل رحيله عن البيت الأبيض ترك بوش مذكرة لأوباما – وفقا لتقليد رئاسى - يفترض أن بها توصياته حول الحكم وبخاصة فى ال 100 يوم الأولى من رئاسته. ورفضت دانا بيرنو المتحدثة باسم بوش الكشف عن تفاصيل الرسالة السرية، إلا أنها قالت إنها تركز على «الفصل الجديد الرائع الذى يوشك أوباما على بدئه، كما تحمل أمانى طيبة للرئيس المقبل». وغادر بوش مقر الحكم الذى دام 8 سنوات فى واشنطن وودع مساعديه قبل أن يتوجه إلى موطنه فى تكساس ومعه قرينته لورا بوش على متن طائرة الرئاسة «إير فورس وان» التى أصبحت طائرة أوباما، وفور انتهاء الرئيس الجديد من خطابه غادر بوش واشنطن من أمام مقر الكونجرس بعد أن صافح خلفه بحرارة وعانقه، فيما تبادلت زوجتيهما القبلات وقبلتا الرئيسين السابق والحالى. ولم يدل بوش بأى تصريح علنى قبل مغادرة واشنطن، لكنه ألقى كلمة خاصة أمام موظفيه السابقين فى قاعدة أندرو الجوية العسكرية التى وقفت بها الطائرة الرئاسية. وقال أحد مساعدى بوش فى التجمع الذى لم يسمح لأى صحفى بحضوره، إن الرئيس السابق أعرب عن «شكره وامتنانه وسروره»، وأكد أنه يفخر الأن بأنه أصبح «المواطن بوش»، وفى حديث لمن تمنوا له التوفيق فى مدينة نيدلاند فى تكساس قال بوش مازحا إن السيدة الأولى السابقة: «قالت لى إنها مسرورة لأننى سأجز العشب فى الحديقة وسأخرج القمامة، هذا هو جدول أعمالى حاليا»، وقال بوش الذى بلغت شعبيته لأدنى مستوياتها: «عندما أذهب إلى المنزل الليلة وأنظر فى المرآة لن أندم على ما سأراه فيما عدا بعض الشعر الأبيض».