سور عال يفصل بين مدينتين كانتا فى يوم من الأيام مدينة واحدة، حكاية مكررة عبر التاريخ.. الاحتلال يدخل مدنا ويعيد توزيع جغرافيتها كيفما يشاء.. رفح الفلسطينية ورفح المصرية زرتها عدة مرات فى السابق آخرها السنة الماضية عندما حصل الاجتياح كما يطلق عليه بسبب الحصار عندما حطم أهل غزة السور، ودخلوا بحثا عن طعام ووقود وأدوية.. وزرتها اليوم فأحسست بأننى فى مدينة أشباح، على الحدود المصرية هجر بعض السكان منازلهم بعد أن تصدعت بسبب الضرب المستمر، وأشباح لأن الأشباح طليقة تذهب إلى كل مكان دون حدود وليتها تجتمع لتؤرق ليالى الإسرائيليين، فالأشباح لا تحتاج تأشيرة سفر أو بطاقة عمل أو ورقة هوية.. تخترق الأسوار حتى ولو كانت جداراً فاصلاً وتدخل، وفى ظل ما يحدث كله فكرت: نحن اخترنا خيار السلام فأى خيار ترك للفلسطينيين؟ المفاوضات؟ الأيام أثبتت أن ما يؤخذ بالمفاوضات هو فتات الفتات.. وما استغرق سنوات وسنوات للحصول عليه مثل غزة والضفة الغربية تحاول إسرائيل فى أيام وشهور.. تعطى مصر مغرزًا محترمًا متمثلاً فى توريطها، وبعدها تفكر للأردن فى مغرز آخر وتحيل على مصر غزة وعلى الأردن الضفة الغربية.. وفى ظل كل ما يحدث لم نتطرق كعرب إلى خيارات أخرى، بل لم نتفق على اللقاء من أصله مجتمعين وكعادتنا التى لن تتغير أبدًا نضيع الفرص. وفى حوار تليفزيونى أجراه «نيل كافوتو» من محطة فوكس نيوز مع رجل دين يهودى أرثوذكسى يدعى «إسرائيل ويس» وأطلقت عليه المحطة لقب أهم مقابلة على وجه البسيطة قال الراباى ورجل الدين.. إن إسرائيل أفسدت كل شىء على الناس جميعًا اليهود منهم وغير اليهود.. وأضاف أن الحركة الصهيونية هى السبب فى تحويل اليهودية من ديانة روحانية إلى شىء مادى وهذا يتناقض مع ما تدعو إليه الديانة اليهودية، لأنه محرم قطعًا فى التوراة لأنهم منفيون بأمر من الله، بل أكثر من هذا أضاف «الراباى» أن حياة اليهود كانت أفضل مائة بالمائة قبل قيام دولة إسرائيل، رغم ارتياحى لما قاله الحاخام اليهودى إلا أننى شعرت بأنه يجب ضمه إلى الفرص الضائعة. والسؤال الآن الذى بدأت به أنهى به: هل من خيارات أخرى أمام العرب غير الاستسلام؟!.. عفواً أخطأت فى تهجئة الحروف.. أقصد السلام. [email protected]