لا جديد فى موضوع البث الفضائى، فما قلناه منذ أكثر من عام ها هو يتأكد من جديد، ولكن هذه المرة بإجماع إنجليزى إيطالى على الأراضى المصرية، ورغم انشغال الجميع بقضية غزة ووقف إطلاق النار إلا أن هذا لم يمنع حسن صقر من أن يجاهد هو الآخر ويطلق مبادرته لوقف إطلاق الصواريخ الفضائية، وأيضاً إيقاف إطلاق النيران من كل جانب عليه من جهة، وعلى الاتحاد المصرى لكرة القدم من جهة أخرى، وفى ظنى أن صقر لم يتوقع هذا النقد الذى فاق كل طموحاته، فالرجل كان يأمل فى وضع تصور أو نقل صورة لما يحدث فى أوروبا لمصر ولكنه لم يكن أبداً يعرف أن المندوبين العالميين كانوا سيلقون عليه بكل هذه الهدايا المجانية، فها هو رئيس الرابطة الإيطالية يعلن وبوضوح أنه لا حقوق للأندية على الإطلاق فى إذاعة مبارياتها على الهواء مباشرة، أو عمل استديو تحليلى بل إنه زاد على ذلك بقنبلة كانت هى الأهم فى هذا المؤتمر، عندما أعلن أن الحكومة الإيطالية فى بلد أبطال العالم تدخلت ووضعت قانوناً يسمى قانون (9) لسنة 2008 لتنظيم حقوق البث الفضائى والأرضى، وبه أنهت تماماً أى سيطرة لقنوات الأندية، حتى وإن كانت أندية يوفنتوس والميلان والإنتر وغيرها فى إيطاليا. وزاد من انتصار حسن صقر ما أكده المندوب الإنجليزى، وهو رئيس رابطة أندية المحترفين فى إنجلترا وأيضاً نائب رئيس الاتحاد الإنجليزى لكرة القدم، والذى شرح بداية موضوع البث وكم كانت المفاجأة فى إعلان الرجل أن بداية البث الفضائى كانت عام 1992 وكانت المحصلة 38 مليون جنيه إسترلينى، ومع نهاية عام 2008 وصل عائد البث التليفزيونى للدورى الإنجليزى إلى 970 مليون جنيه إسترلينى وهو وثيقة براءة لسمير زاهر ورفاقه الذين عانوا أشد المعاناة لأنهم باعوا حقوق البث للدورى المصرى فضائياً بحوالى 20 مليون جنيه فقط فى التجربة الأولى، ويتوقع أن تصل إلى 5 أضعاف فى تجربتها الثانية، مما يؤكد أن مخاطرة زاهر كانت محسوبة وأنها نجحت بامتياز على الأقل فى إيجاد حقوق ما يسمى بالبث الفضائى للأندية واتحاد الكرة. وأعود إلى انتصار صقر الباهر، فالمندوب الإنجليزى شرح كيفية توزيع العائد، فأوضح أن رابطة الأندية تتكون من 22 نادياً يتم تقسيم العائد كالآتى: 50٪ بالتساوى لكل الأندية لا فرق بين مانشستر يونايتد والفريق الأخير فى الدورى، ثم 25٪ حسب مركز النادى فى الدورى، وأخيراً 25٪ حسب عدد الإذاعات، وعاد الرجل ليؤكد أنه يجب إذاعة عدد 10 مباريات على الأقل لكل فريق فى الدورى، وعندما سئل عن العائد الذى حصل عليه الأول وهو مانشستر يونايتد أجاب بسرعة 50 مليون جنيه إسترلينى، أما الأخير وكان دربى كاونتى فقد حصل على 38 مليون جنيه، بمعنى أن الفارق لم يتجاوز 12 مليون جنيه بين الأول والأخير. لذلك أرى أن حسن صقر ولو أنه لم يقصد ولم يتوقع أبداً أن ينصفه الخبراء الأجانب إلى هذه الدرجة، إلا أنه الآن سيكون أكثر قوة وحسماً فى مواجهة أى ناد كبيراً كان أو صغيراً يدعى ما ليس ملكه، فلديه كل الأدلة والمستندات التى تؤكد قوة وصحة موقفه، كما أنه يستطيع التدخل بصفته ولا يعتبر ذلك تدخلاً حكومياً لفرض النظام والهيبة على الجميع بعد سقوط الدعاوى الباطلة والمزيفة التى سوق لها البعض طوال الأشهر الماضية، كما أنه أصبح قادراً على وضع بنود فى قانون الهيئات الرياضية المزمع صدوره قريباً تتيح له الرقابة والمتابعة ووضع الأسس العريضة لموضوع البث وهى نقطة لابد أن يفطن لها صقر ومعاونوه، وبالتأكيد ستكون هدية منه لأى شخص يتولى القيادة الرياضية فى مصر على مر العصور. بقى أن أقول إن الخبراء الأجانب حددوا مهمة قنوات الأندية فى البرامج الأرشيفية والمسابقات والبث المتأخر للمباريات دون وجود استديو تحليلى أبداً، لأنه يشجع على التعصب ولا مانع من إنتاج برامج مثل «صباح الخير يا مانشستر» و«مساء الخير يا أهلى» و«تصبح على خير يا زمالك»!.. لذلك أرجو أن يتم إغلاق ملف البث الفضائى تماماً، ومرة أخرى أبارك لصقر انتصاره الباهر ولا مانع من تهنئة زاهر أيضاً، فهو محظوظ وابن ستين محظوظ. ** «حتى مالاوى.. أما بلاوى».. أربع كلمات كتبها نجيب المستكاوى بعد هزيمة مصر أمام مالاوى فى التصفيات الأفريقية توضح لنا قيمة وقوة العمود الصحفى فى هذه المدرسة التى أسسها العظيم المستكاوى، أما الآن فتعجبنى أقلام كثيرة وتزعجنى أقلام أكثر، ولكن تفزعنى وتخيفنى بعض الأقلام، خصوصاً أنها تكتب فى صحف ذات تأثير بالغ على الرأى العام، وهى ما تسمى بالصحف القومية، فبعض هذه الأقلام لا تجد ما تكتبه فتصب جام غضبها على أشخاص بعينهم ولا يعنيهم من قريب أو بعيد مناقشة قضية أو طرح موضوع للرأى العام، كل ما فى الأمر أنه أصبح كاتب عمود، فيكتب أى شىء بلا أى هدف على الإطلاق والحقيقة أن الأعمدة زمان كان لها بريقها فكنا ننتظر بلهفة كلمات المستكاوى أو نعمان وناصف سليم وغيرهم من كبار الكتاب الذين يستحقون أن تقرأ لهم، أما الآن فالوضع مختلف تماماً وأسوق مثالاً بنفسى، فها هو أحدهم فى جريدة يومية هى الأشهر فى مصر يكتب عموداً أسبوعياً ولا يجد غير أن يهاجم شخصى المتواضع بسبب وبدون سبب، وأنا هناك أعترض، فهذا حقه ولا يستطيع أحد أن يصادره، ولكن السؤال ألا توجد قضايا لهذا الرجل سوى شخص واحد فقط لاغير؟!، وهل طرده من مجلة النادى التى كان يرأس تحريرها وجهاده الأكبر لمحاولة العمل فى أحد البرامج بالقنوات الفضائية أو حتى استضافته فى أى من البرامج الناجحة وعدم توفيقه فى ذلك جعل رؤيته ضيقة إلى هذه الدرجة، وهل الأمانة الصحفية تقتضى أن يتم اختراع حدث أو قصة والالتفاف حولها ثم الكتابة بصورة تنفر القارئ وتجعله يهرب من الكاتب، بل من الصحيفة نفسها، أم أن عليه أن ينظر فوق رأسه ليتعلم من كتابات المستكاوى وعصام عبدالمنعم والذين نختلف معهم كثيراً ولكن لا نختلف عليهم أبداً، لذلك أرى أن الأعمدة الصحفية فقدت الكثير من قيمتها وأنه لم يعد لها ذلك التأثير على الشارع المصرى، بل إنها لا تمس الفؤاد أبداً، لأنها مقالات لن يكون من بينها أبداً مقال واحد خالد. رحم الله المستكاوى وسامحه وغفر له على بعض التلاميذ الذين أساءوا وبشدة إلى مدرسة العمود الصحفى.