دعت منظمة العفو الدولية إلى فتح تحقيق فورى مستقل حول الهجوم الإسرائيلى على مقر الأممالمتحدة فى غزة، معتبرة أن الأمر قد يشكل «جريمة حرب». وكانت إسرائيل قصفت أمس الأول، المقر العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، التابعة للأمم المتحدة الامر الذى لاقى استنكارا لدى المجتمع الدولى. وجاء فى بيان لمالكولم سمارت، مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى المنظمة، أن «الهجوم على الأونروا الذى استهدف على ما يبدو موقعاً إنسانياً محدداً بوضوح، يشير إلى ضرورة فتح تحقيق مستقل ودقيق حول سلسلة هجمات قتل خلالها مدنيون أو جرحوا ودمرت خلالها مبان وبنى تحتية مدنية». وأكد أن «القانون الدولى يحرم علنا أى هجوم على طاقم ومنشآت وتجهيزات مواقع أو مركبات تقوم بمهمة انسانية». وأضاف أن مثل هذه الهجمات «يمكن أن تشكل جريمة حرب». وإضافة إلى ذلك، أعربت المنظمة ومقرها فى لندن عن «قلقها العميق من استعمال إسرائيل لما يمكن أن يكون الفوسفور الأبيض الذى يؤدى إلى حروق خطيرة عندما يحتك بالجلد. وفيما أعلن مجلس الأمن عن قلقه العميق من القصف الإسرائيلى على مستشفيات ومراكز ومركز الأممالمتحدة فى قطاع غزة، اتهم رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة ميجيل ديسكوتو بروكمان المنظمة العالمية ب «التورط المباشر» فى المأساة التى يشهدها قطاع غزة منذ 19 شهرا بالحصار الاسرائيلى على القطاع، الذى يقطنه 5ر1 مليون نسمة. وافتتح بروكمان رئيس الجمعية العامة التى تضم 192 دولة مناقشة تستمر ليوم واحد حول الأزمة فى غزة ، منتقداً بشدة إسرائيل وبعض أعضاء مجلس الامن الدولى بشأن القتال الدائر فى الوقت الراهن. وقال إن الأممالمتحدة عجزت عن حماية الشعب الفلسطينى فى غزة. وقال: «بيد أن هناك انتهاكا آخر... انتهاك نتورط فيه بصورة مباشرة كأمم متحدة»، مستشهداً بإغلاق إسرائيل المعابر مع غزة والذى بدأ فى عام 2007 . وأضاف أن «الحصار لاقى تأييداً - على الأقل ضمنياً - من أعضاء اللجنة الرباعية الذين يتمتعون بنفوذ، مما يضعنا فى موضع شبهة وانتهاك للالتزامات التى ينص عليها ميثاق الأممالمتحدة والقانون الدولي». وتصاعدت الإدانات الدولية لقصف إسرائيل مقر الأممالمتحدة فى غزة، ووصفه رئيس الوزراء البريطانى جوردون براون بأنه «لا يمكن تبريره» وأنه «غير مقبول كما أقرت إسرائيل نفسها». ونددت برلين أيضا بالقصف الإسرائيلى، وقال وزير الخارجية الألمانى فرانك فالتر شتاينماير «إن المعلومات حول هذه الاعتداءات التى استهدفت منشآت تابعة للأمم المتحدة ومستشفيات على الأرجح هى معلومات مروعة». من جهتها، أكدت وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزارايس أنها أبلغت وزيرى الخارجية والدفاع الإسرائيليين أنه ينبغى توخى المزيد من الحرص لتفادى وقوع حوادث مثل قصف مجمع مخازن للأمم المتحدة فى غزة. وقالت: «أجرينا مناقشة بشأن الصعوبات التى سببها قصف مجمع مخازن الأممالمتحدة وضرورة محاولة تفادى مثل هذه الحوادث»، كما نددت السويد والأردن بقصف مقر الأونروا، وأعرب وزير الخارجية الفرنسى برنار كوشنير وممثل اللجنة الرباعية فى الشرق الاوسط تونى بلير أيضا عن تنديدهما لهذا القصف واعتبراه أمراً «غير مقبول».