رفض نواب يمثلون مختلف الأحزاب والتيارات السياسية، قيام نائبين معارضين برفع حذاءيهما داخل مجلس الشعب، مؤكدين أنها ممارسات لا تصح فى البرلمان، بينما التمس آخرون العذر للنائبين المنتميين للكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين على فعلتهما نتيجة اتهام أحد أعضاء الحزب الوطنى للمعارضة ب«العمالة» على خلفية سجال حول أحداث غزة. كان النائبان أشرف بدر الدين وعلى لبن، قد رفعا حذاءيهما خلال أسبوع واحد أثناء مناقشات برلمانية، معيدين إلى الأذهان واقعة الصحفى العراقى منتظر الزيدى الذى ألقى بحذائه فى وجه الرئيس الأمريكى جورج بوش خلال مؤتمر صحفى ببغداد، مما يدعو للتساؤل: هل أصبح «الحذاء» بديلاً عن لغة الحوار، أم أن ما حدث فى البرلمان مجرد تقليد أعمى لما فعله «الزيدى»؟ يقول النائب محمد البلتاجى، أمين عام الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين، أن الكتلة لا تقر ولا توافق على ما فعله النائبان، مؤكدًا أن تصرفهما «غير برلمانى وموقف نرفضه». وأضاف أن الإخوان يتبنون الحوار وقوة الحجة ولا يؤيدون رفع الحذاء، موضحاً أن «بدر الدين» كان يرفع حذاءه ضد الصهاينة أثناء مظاهرة داخل القاعة، وقد تم تفسير هذا الفعل بأنه رد على نائب الوطنى نشأت القصاص ولكنه لم يكن كذلك. لكن النائبة جورجيت قللينى «وطنى» عضو اللجنة التشريعية، أبدت عدم اقتناعها بأن بدر الدين كان يقصد «الجانب الصهيونى»، مشيرة إلى أنه لا يوجد أى «صهيوني» تحت قبة البرلمان، ولذلك رفضت اعتذار الكتلة، وقالت إن الصحفى العراقى منتظر الزيدى عندما رفع حذاءه على بوش كان يرفعه على من اغتصب أرضه، وأنه لا مبرر لرفعه على أحد النواب، وأضافت أنه عندما يرفع الحذاء على نواب الشعب فكأنه يرفع على الشعب كله «لأننا نوابه وهو تصرف لا يليق بالنائب ولا بالنواب الحاضرين». وذكرت جورجيت أنه حتى ولو كان هناك تطاول من القصاص فإن الرد يكون بالكلمة وليس بالحذاء، ونفت وصف هذه الأفعال ب«الظاهرة» لافتة إلى أنها ممارسات لا تصح أن تحدث فى البرلمان. واعتبر النائب ماهر الدربى رئيس لجنة الإدارة المحلية هذا الفعل «تقليداً أعمى وغير مقبول»، قائلاً: نحن كنواب المفروض أن يربطنا احترام بعضنا البعض ولا نقر أى خروج عن هذا سواء من الحزب «الوطنى» أو من المعارضة، فهو موقف لا يليق بأى طرف.