6 آلاف نوع من الأدوية و129 جوالاً مليئة بالزجاجات والأمبولات والأقراص.. «واستيكرات» ل 7 شركات أدوية كبرى وفوارغ مقلدة لأغلفة أدوية.. هى حصيلة ما تم ضبطه داخل منزل كاتب فى الإدارة الصحية بأوسيم.. المتهم كان يوزع هذه الأدوية بعد شرائها ك«عينات مجانية» من مندوبى الشركات ويعيد تعبئتها فى منزله ويوزعها على 10 صيدليات فى أوسيم وإمبابة والهرم.. هذا ما كشفته تحقيقات نيابة شمال الجيزة بإشراف المستشار هشام الدرندلى المحامى العام الأول وباشرها محمود عطية، مدير نيابة أوسيم. وأمر بحبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، ينظر قاضى المعارضات تجديدها صباح اليوم أمام محكمة الجيزة. ووجهت النيابة للمتهم «34 سنة» 7 اتهامات وهى: إحراز أدوية مخدرة والغش التجارى ومزاولة مهنة الصيدلة دون ترخيص وفتح مؤسسة صيدلية دون ترخيص والاتجار فى عينات دوائية مجانية وعرض عقاقير منتهية الصلاحية وإمداد جمهور المستهلك بأدوية فاسدة تضر بصحة الإنسان. وكلفت النيابة رجال المباحث بالبحث عن أصحاب 10 صيدليات فى أوسيم وإمبابة والهرم، تبين أنهم اشتروا هذه الأدوية من المتهم رغم علمهم بمصدرها وأن المتهم يعبئها داخل مخزن خاص به، وكلفت النيابة أيضاً رجال المباحث بالبحث عن 8 من مندوبى شركات الأدوية أفادت التحقيقات أنهم أحضروا كميات كبيرة من الأدوية وباعوها للمتهم بنصف الثمن، وأن هذه الأدوية عبارة عن عينات مجانية يوزعونها على الأطباء وأصحاب الصيدليات لدعاية عن نوع معين من الأدوية. وأرسلت النيابة عينة من المضبوطات إلى هيئة الرقابة على الأدوية ومعامل وزارة الصحة لإعداد تقرير عن هذه الأدوية وأضرارها والأمراض التى تتسبب فيها، خاصة أن البعض منها منتهى الصلاحية، وتبين أن المتهم يجمع العينات المجانية لكل زجاجتى دواء فى زجاجة واحدة لتبدو أنها «أصلية» ويضع «استيكر» على كلمة «عينة مجانية» لإخفائها عن جمهور المستهلك. وكشفت التحقيقات مع المتهم أنه يعمل فى تجارة الأدوية منذ 10 سنوات وأنه يستخدم «تروسيكل» لتوزيعها لأنه مريض ب«شلل الأطفال»، وتبين أنه تم ضبط 129 جوالاً بلاستيكياً مليئة بالأدوية وفوارغ لشركات أدوية كبرى وملصقات مزورة خاصة بتلك الشركات وأضافت التحقيقات أن المتهم يتعامل مع 8 من مندوبى الشركات ويبيعون له هذه العينات المجانية ب«نصف الثمن» وأنه يقوم بتعبئة هذه العينات من جديد وتغليفها وبيعها وأنه يتعامل مع 10 صيدليات ويوزع عليهم هذه الأدوية بخصومات تصل إلى 30٪ رغم أن الشركات تبيع هذه الأدوية بخصومات تتراوح بين 15 و20٪.. وأفادت التحقيقات أن بعض هذه الأدوية منتهى الصلاحية نهائياً منذ شهور. كانت البداية بمعلومات وصلت إلى اللواء أحمد عبدالعال مدير الإدارة العامة لمباحث أكتوبر بقيام شاب معاق بتوزيع أدوية مخدرة على أصحاب الصيدليات، تم استصدار إذن من النيابة العامة لمراقبته وضبطه، وانتقل اللواء مصطفى زيد رئيس مباحث أكتوبر والعميد أحمد الأزهرى رئيس مباحث قطاع الشمال إلى منزل المتهم فى قرية «برطس» بأوسيم، وتم العثور على الأجولة مليئة بأدوية وفوارغ وملصقات مزورة، وشارك فى عملية الضبط المقدم مصطفى كمال رئيس مباحث أوسيم والرواد هشام بهجت ومحمد بندارى ومحمد شامى، واعترف المتهم بأنه يحوز هذه الأدوية لتوزيعها على الصيدليات ب«نظام المحروق»، وهو البيع بخصومات أقل من شركات الأدوية بنسبة 10٪ وأنه يعمل فى هذه التجارة منذ 10 سنوات ويتعامل فقط مع 10 من أصحاب الصيدليات و8 من مندوبى الشركات، الذين يحضرون له العينات المجانية ويبيعونها له ب«نصف الثمن» وقد أمرت النيابة بالتحفظ على الأدوية المضبوطة وتحريزها. والتقت «المصرى اليوم» المتهم، وقال إنه لديه 3 أولاد 7 سنوات و4 سنوات وشهران، وأنه كان يعمل قبل 10 سنوات فى مستشفى حميات إمبابة وتعرف على «صيدلى» وعرض عليه فكرة العمل بتوزيع الأدوية على الصيدليات بعد شرائها بنظام «المحروق» مقابل حصوله على نسبة 3٪ من التوزيع، وأنه انتقل بعد ذلك إلى الوحدة الصحية بأوسيم للعمل كاتباً، وأنه تعرف فيما بعد على 8 من مندوبى الشركات، وكان يشترى منهم الأدوية ويبيعها وأصبح يمتلك مخزناً خاصاً به وأضاف: يوم القبض على كنت أسير ب«التروسيكل» الخاص بى، واستوقفنى أمين شرطة، وشاهد معى كمية من الأدوية قيمتها 1000 جنيه وأعطيته فاتورة بهذه الأدوية وأخبرته أننى فى طريقى لتوزيعها وانتقل معى إلى المخزن واستدعى رؤساءه وألقوا القبض على وحرزوا هذه الكميات من الأدوية.. وأضاف المتهم أنه لا يعرف شيئاً عن الملصقات التى عثر عليها داخل المخزن وأنه لا يوزع أدوية منتهية الصلاحية.