بين موتين، تتكسر موجة طاهرة، ثم تختفى بين رمال ملغمة بالخيانة والأسلحة المحرمة دوليا، وقصاصات «شجب» لم يتبق منها إلا كلمة «فلسطين»!. بين «الحصار» و«الشهادة»: ضحكة لم تكتمل، ونبوءة وطن لم تتحقق، و«ملائكة» تهدهد «أطفال غزة» فى نومهم، وطائرات حربية تغتال أحلامهم. عدة أشهر .. أو سنوات، لا يهم، لقد دخلوا الحياة من باب ضيق، سطروا أسماءهم فى سجل «الأحياء»، سجلوا علينا «عار التخلى» وهجرونا من باب الشهادة»!. نزعوا «ورقة التوت»، فلم نشعر ب «الخجل»!!. «صرخوا» يستغيثون ب «أمة العرب»، لكن أصوات القنابل الانشطارية، والطائرات الحربية أعلى من صوتهم. نحن لم نعد نتألم، دمعنا مالح، وإرادتنا مسلوبة، أسلحتنا صدئة ينخر فيها «الفساد»، فلا تراهنوا علينا!. لا تعاتبونا، لا تسامحونا، نحن أرخص من رهانكم، «أجبن» من التورط فى أحلامكم!. دعونا نختبئ خلف لعناتكم، أو أحذيتكم، فليس لدينا مجرد «إرادة» لالتقاط «حجر» لنكون ضلعا فى «انتفاضة».. ليس لدينا نية «الحرب» لنحرر «شبرا»، فلسنا إلا جزءاً فى «مؤامرة السلام» وتصفية جيوب «المقاومة». حكامنا «أعقل» من «حماسكم»، لن يقايضوا «العروش» ب «أنفاق سرية»، لتهريب السلاح أو المساعدات الإنسانية. «أطفال غزة» نحن –مثلكم تماما- أيتام فى أوطاننا، نتقن «صلاة الجنازة»، ونوقد «شمعة» للشهداء فى كل كنيسة، نتظاهر ضد «الحصار» وحرب الإبادة الجماعية!. نتعرض للسحل أو للاعتقال، نكتب وتصادر حروفنا، ليس لدينا إلا «الشعر» والانتظار، كل المفاوضات الدبلوماسية تدار خلف ظهورنا، لم ندون حرفا فى مبادرة «زعيم»، أو خطاب «أمير»، ولم ندع لمائدة أى «ملك»!. لا نعرف كيف تتبدل مواقف تجار الأوطان : (حقناً للدماء أم جمعاً للمال؟)، نحن نسأل فقط عن دماء الشهداء: (هل استشهدوا فى سبيل الله والوطن، أم فى سبيل السلطة أو الشرعية)؟ الشارع العربى لم يقاوم فساد حكامه، لكن بعض «الحناجر» تسأل (حزب العمائم): أين كنتم وأطفال غزة داخل «معتقل الحصار»، الجوع يحصد أرواحهم، وانقطاع التيار الكهربائى ينزع عنهم أسلاك الحياة، داخل «الحضانات» وعلى أسرة «الغسيل الكلوى»؟. يا من تنادون ب «الجهاد» اخرجوا من الغرف المكيفة، ذوقوا المبيت فى صحراء موحشة، تحت قصف لا يميز المسجد من الكنيسة، قصف يستهدف المدنيين «العزل»، وسيارات الإسعاف والمستشفيات!. يا أصحاب (اللحى) اذهبوا إلى «غزة»، اختبروا واقع «الجهاد»، لتكونوا «أسوة» للجميع. ترى كم تكلفت رحلة «الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين» حول العالم؟ «الحرب» كشفت الكل دون استثناء: (من ينصبون محاكم «صورية» لجرائم الحرب، ومن يتشدقون بحقوق الإنسان واتفاقية «جنيف» التى تؤكد حماية السكان المدنيين فى الأراضى المحتلة، ومن يفتحون المنابر الإعلامية لتسويق سياسات تالفة)!!. ومازالت «غزة» تحت القصف، أشلاء الأطفال مصلوبة على شجر الزيتون، والمجتمع الدولى متواطئ مع منظماته، إلى أن تأتى تعليمات البيت الأبيض. العرب قامتهم قصيرة لا يطيقون النظر فى عيون «طفل» .. فالشهداء لا يقبلون الاعتذار. «أطفال غزة» انتظروا «الثورة»، كيف تثور عواصم محتلة بالقواعد العسكرية؟. نحن ضائعون فى خريطة مطموسة المعالم، غيوم «التقسيم» فوقنا، ورجال «المارينز» من حولنا!. لا تتوقعوا طرد السفير الإسرائيلى من دولة غير «موريتانيا»، لا تصفقوا لوقف تصدير الغاز إلى إسرائيل .. كلنا كاذبون، منافقون!. قد نغضب، لكنه غضب «حميد»، يعدد تضحيات «مصر»، ويلوم «المهرولون»، ويلعن شهوة السلطة، غضب لا يغير الواقع!. لا يوقف شريان نفط الخليج الممدود لتسليح الكيان الصهيونى!. لا تنتظروا طويلا .. فلن يخرج من صلبنا «صلاح الدين». [email protected]