فى ظل الأزمة السياسية المشتعلة بين إسرائيل وتركيا، على خلفية انتقادات رئيس الوزراء التركى الشرس للهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة واستهدافها المدنيين، كشفت مصادر فى حزب العدالة والتنمية التركى الحاكم، أن رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت طلب من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وممثل اللجنة الرباعية الدولية تونى بلير التدخل لدى أردوجان «لتليين» موقفه الحاد تجاه إسرائيل ورفضه التعامل معه. وقالت المصادر إن طلب أولمرت جاء بعد أن رفض أردوجان الرد على اتصاله الهاتفى، حيث أعلن أردوجان خلال اجتماع اللجنة التنفيذية للحزب مؤخرا أنه لن يرد على نظيره الإسرائيلى إلا بعد وقف الهجوم على غزة وفتح الطريق لعودة التهدئة وإحلال السلام فى المنطقة. وقالت مصادر تركية إن أردوجان أكد خلال اتصاله بميركل أمس الأول أن ما تقوم به إسرائيل هو عمل يتنافى مع القانون الدولى ومع كل الأعراف ومبادئ حقوق الإنسان، وأن على ألمانيا والدول الغربية أن تستخدم نفوذها لدى إسرائيل للضغط عليها لوقف هجومها على الفلسطينيين الأبرياء العزل وعن قتل النساء والأطفال فى فلسطين. كما تلقى أردوجان اتصالا من بلير، وقالت مصادر بمجلس الوزراء إن ميركل وبلير ركزا على مسألة تهريب الأسلحة لحركة حماس وتمسك إسرائيل بنشر مراقبين دوليين لوقف هذه المسألة. وعلى صعيد متصل، كشفت صحيفة «حرييت» التركية أن وزير الخارجية، على بابا جان، تلقى أمس الأول اتصالا هاتفيا من نظيرته الإسرائيلية تسيبى ليفنى، أكدت خلاله انزعاج إسرائيل من التصريحات الحادة لأردوجان، وقالت الصحيفة إن ليفنى وصفت تصريحات أردوجان بأنها «غير مقبولة»، مضيفة أن «دور الزعماء هو التخفيف من التوتر وليس العمل على زيادته، وأن إسرائيل تتفهم حساسيات تركيا، لكنها مثل تركيا تماما تكافح الإرهاب وتعمل على القضاء عليه»، على حد زعمها. وقالت الصحيفة إن «بابا جان» رد على ليفنى بقوله إن سفك دماء الأبرياء فى غزة أثار ردود فعل على مستوى العالم وأن قتل المدنيين والأبرياء والأطفال والنساء أمر غير مقبول.