إدارة الأزمات فن.. وخلال العقد الأخير مررنا بالعديد من الأزمات، وأتضح أننا لا نجيد ذلك الفن!!.. ولعل ما يحدث أخيرًا فى غزة هو إحدى تلك الأزمات.. ماذا أعددنا لمواجهته؟.. إن الاجتياح البرى لقطاع غزة هو خطوة تصعيدية كبيرة من إسرائيل.. ذات أهمية كبيرة للمؤسسة العسكرية الإسرائيلية.. تريد بها أن تعيد كرامتها وصورتها البراقة التى اهتزت وتحطمت بعنف عند اجتياحها جنوب لبنان على أيدى حزب اللّه.. إن هدفها الآن تقليم أظافر حماس، وان استتبع ذلك سقوط المئات من المدنيين الفلسطينيين. أما بالنسبة للسياسين فنتيجة الانتخابات الإسرائيلية القادمة تتوقف على مدى النجاح الذى سيحققه ذلك الاجتياح البرى!!.. إن الوضع المأساوى للفلسطينيين سواء الحصار أو النقص الشديد فى الاحتياجات المعيشية، وانقطاع التيار الكهربائى وما يستتبعه.. ومحدودية سلاح المقاومة أمام آلة إسرائيل العسكرية الطاغية وغيرها، يجعلنا نتساءل: ماذا أعددنا لإدارة تلك الأزمة.. إن كل ساعة تمر تعنى مزيدًا من المعاناة لإخواننا الفلسطينيين، ومزيدًا من الضحايا.. لا يكفى التظاهر والشجب والإدانة.. فذلك لن يوقف العدوان الإسرائيلى.. نحن فى انتظار تحرك إيجابى من «الناس اللى فوق»!!.. مع بداية الاجتياح البرى، ظللت يقظًا حتى الصباح أتابع والدموع متحجرة فى عينى.. وألهج بالدعاء لعل اللّه يخلصنا مما نحن فيه!! حاتم فودة