براءة وجهها ونعومة صوتها وتفتح أسرتها التى كانت تهوى الغناء والسينما دفعت المخرج صلاح أبوسيف لتقديمها فى فيلم «بين السما والأرض» رغم أن عمرها وقتها كان 14 عاماً، حيث أسند لها دور الفتاة التى تحبس فى أسانسير معطل بينما كانت على موعد مع حبيبها الذى ينتظرها على سطح العمارة لينتحرا سوياً كى ينتصر حبهما على رغبة أهلها فى تزويجها من رجل كبير فى السن ومتزوج.. ليستمر تقديم زيزى مصطفى فى هذه الصورة البريئة والهادئة فى فيلم «المراهقات» مع ماجدة ورشدى أباظة وجلال عيسى الذى قدمت معه دويتو رومانسياً محفوراً فى أذهان الجمهور، حيث صفية التى تعانى من معاملة زوج أمها القاسى والسكير بينما ترتبط بابنه بعلاقة غير شرعية وتلقى حتفها تأثراً بمحاولة إجهاض بتحريض من زوج أمها الذى يرفض ارتباطها بابنه. ورغم أن طاقات زيزى كانت أكبر من دور صغير للفتاة الهادئة البريئة والمغلوبة على أمرها، فإنها كانت أسيرة لرؤية المخرجين أو ضحية لاستسهالهم فى تقديمها فى صورة نمطية خلال فترتى السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضى، فلم تظهر موهبتها فى السينما بالشكل الكافى مثل أفلام «زوجتى والكلب» و«بنات فى الجامعة» و «العاشقات» و«دائرة الانتقام» و«زوجة رجل مهم»، و«انتبهوا أيها السادة»، ووصل عدد الأفلام التى شاركت فيها إلى 27 فيلماً، إلا أنها خرجت عن هذه الصورة النمطية من خلال الأعمال التليفزيونية التى قدمتها وتجاوزت 20 عاماً مثل «أحلام الفتى الطائر» الذى جسدت فيه دور زوجة توفيق الدقن التى تغازل إبراهيم - عادل إمام - و«أبنائى الأعزاء شكراً» فى دور زوجة الابن للراحل عبدالمنعم مدبولى، والتى تمارس تسلطها على ابنه - يحيى الفخرانى - و«أنا وانت وبابا فى المشمش» كإحدى المحيطات برجال الأعمال الذين يسرقون المال العام. وفى الفترة الأخيرة عادت زيزى - واسمها الحقيقى زينب مصطفى نصر - إلى السينما من خلال دور الأم لعدد من النجوم الشباب فى أفلام كثيرة كان آخرها «محطة مصر» حيث جسدت دور والدة منة شلبى، كما تألقت فى مسلسل السيت كوم «راجل و6 ستات» فى دور والدة عادل - أشرف عبدالباقى - لترحل عن عمر يناهز 63 عاماً فى هدوء وإثر أزمة قلبية مفاجئة، لم تشك قبلها من مرض ما.
