فشلت أمس محاولات إدخال قافلة المساعدات الإنسانية المصرية إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبوسالم. وقال الدكتور ممدوح جبر، الأمين العام لجمعية الهلال الأحمر المصرى، إنه حتى هذه اللحظات لم تدخل المساعدات المصرية إلى قطاع غزة عبر معبر رفح، حيث كان من المتوقع أن يتم عبورها فى الحادية عشرة من صباح أمس، ولكن تم إلغاء العبور نتيجة استمرار إطلاق الصواريخ بين الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى. وتابع: إنه من المتوقع أن تمر الشحنات على الأكثر ظهر اليوم أو غداً. وانتقدت الحكومة الفلسطينية المقالة التى تديرها حركة حماس فى غزة، أمس، مصر على خلفية نيتها إرسال قافلة مساعدات إلى القطاع ورفض السلطات الإسرائيلية لذلك حتى اللحظة. وقال زياد الظاظا، وزير الاقتصاد فى الحكومة المقالة: «إن انتظار مصر إذناً إسرائيلياً لإدخال مساعداتها إلى قطاع غزة هو وصمة عار لمصر والعالمين العربى والإسلامى». وطالب الظاظا فى تصريحات نقلتها مواقع إلكترونية محسوبة على حماس القاهرة بعدم انتظار هذا الإذن وفتح معبر رفح فوراً للبضائع والأفراد، وحذر من أن استمرار الحصار وإغلاق المعابر بهذه الطريقة «قد يضطرنا فى الحكومة بغزة لاستخدام بدائل أخرى» رفض ذكرها. وتتوقف قافلة المساعدات المصرية على معبر كرم أبوسالم الإسرائيلى شرق رفح منذ ثلاثة أيام، بانتظار التصريح الإسرائيلى لها بالدخول فيما تشترط السلطات الإسرائيلية وقف إطلاق الصواريخ لفتح المعبر. من جهة أخرى طالب اللواء محمد عبدالفضيل شوشة، محافظ شمال سيناء، خلال اجتماع المجلس التنفيذى للمحافظة برئاسته جميع أجهزة شمال سيناء برفع درجة الاستعداد والتجهيز لمواجهة أى محاولة قد يقوم بها بعض الفلسطينيين لدخول الجانب المصرى هرباً من الحصار أو الاعتداءات الإسرائيلية رغم استبعاده حدوث هذا الأمر. من جهة أخرى، تقوم وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبى ليفنى بزيارة إلى القاهرة اليوم من المقرر أن تلتقى خلالها الرئيس محمد حسنى مبارك وعدداً من المسؤولين المصريين على رأسهم أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية. وقال حسام زكى، المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية، ل «المصرى اليوم» إن مباحثات ليفنى فى القاهرة ستتناول جميع الموضوعات والقضايا على الساحتين الإسرائيلية والفلسطينية وعلى رأسها الوضع فى قطاع غزة وملف عملية السلام. وأضاف زكى: «إن ليفنى تترأس فريق التفاوض الإسرائيلى ومن المهم أن نتعرف منه على مقدار التقدم فى عملية التفاوض». وأشار زكى إلى أن ليفنى باعتبارها وزيرة للخارجية الإسرائيلية، ومرشحة لتولى منصب رئيس الوزراء لها موقف من قطاع غزة، وينبغى مناقشتها فى هذه المسألة فى ضوء حساسية الوضع فى غزة، بالنسبة لمصر وللمنطقة. ورداً على سؤال حول ما يتردد من أن ليفنى من المؤيدين لتوجيه هجوم عسكرى إسرائيلى على غزة، شدد زكى على رفض مصر استخدام القوة العسكرية فى قطاع غزة واستخدام سياسة العقاب الجماعى. وقال: «لابد على الطرفين الالتزام بالتهدئة، هذا ما نطلبه ونسعى فيه، واستطعنا من قبل تحقيق هذه التهدئة». وقال زكى: «التوصل إلى تهدئة خطوة إيجابية لكن استمرارها أمر لا يقل أهمية، وبالتالى فإنه عندما تتواجد هذه الإرادة السياسية التى تسمح بذلك سيكون ممكناً استمرار الجهود المصرية لتحقيق التهدئة من جديد بين الفلسطينيين وإسرائيل». من جانبه، أعلن مصدر مصرى مسؤول عن استعداد مصر لاستضافة اجتماع تشاورى بالقاهرة، خلال الفترة المقبلة تشارك فيه وفود من كل الفصائل الفلسطينية لبحث رفع المعاناة عن سكان غزة، وتهيئة المناخ للحوار الوطنى الفلسطينى بالقاهرة. وقال المصدر فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط أمس إنه سيتم تحديد موعد هذا الاجتماع إثر تلقى القاهرة موافقة الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية على عقده. وأكد المصدر أن التحرك المصرى يأتى انطلاقاً من مسؤولية مصر القومية تجاه دعم القضية الفلسطينية وصولاً لما يحقق تطلعات وأمانى الشعب الفلسطينى، مشيراً إلى أن استعداد القاهرة لاستضافة الفصائل الفلسطينية فى الاجتماع التشاورى يأتى على إثر تأجيل مؤتمر الحوار الوطنى الفلسطينى الذى كان مقرراً عقده يومى 9 و10 نوفمبر الماضى.