لا يغفل بصير عن مشاهد غاية فى الجمال أثناء أداء مناسك الحج فى الأراضى المقدسة، فبين ضيوف الرحمن يطير حمام الحما ويتحرك فى طمأنينة دون خوف من إيذاء، حجاج بيت الله اعتادوا شراء أكياس القمح والذرة وتقديمه طعاماً لهذا الحمام، الذى يسبح ربه بهديل لا ينقطع طوال النهار وخلال ساعات من الليل، وعلى جدران البيت الحرام ينام فى أمان ويستيقظ مع إشراقة أنوار الفجر كى يواصل صلواته وتسابيحه، وأعشاش عصافير سكنت البيت الحرام وأطلقت تغاريدها فوق الكعبة المشرفة تبارك طواف الطائفين. أما فى عرفات حيث يقف ضيوف الرحمن طامعين فى مغفرة كل الذنوب، يطلق جمل المحمل أناشيده والحجاج يتوافدون على صاحبه، كى يحملهم عليه ويلتقطون الصور التذكارية على ظهره وهم يكبرون ويهللون بالقرب من جبل الرحمة حتى موعد الزوال، فيترك الجميع كل شىء ويندفعون إلى المزدلفة فى نفرة إلى الله وغفرانه.