سادت حالة من الترقب والحذر فى جميع أنحاء قطاع غزة أمس بعد يوم من الإعلان رسمياً عن انتهاء اتفاق التهدئة المبرم منذ 6 شهور بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، إذ أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) حقها فى «الرد القاسى على أى عدوان إسرائيلى» محتمل، وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلى إيهود أولمرت على لسان الناطق باسمه «أن التهدئة فقدت فى الأيام الأخيرة كل معنى لها بإطلاق 35 صاروخا على إسرائيل». ووسط حالة الترقب هذه، أصيب 3 فلسطينيين بجروح فى انفجار وقع فى حى التفاح بمدينة غزة، نتيجة قصف صاروخى لطائرة استطلاع بدون طيار استهدف مجموعة من النشطاء الفلسطينيين، بحسب شهود عيان، بينما نفى جيش الاحتلال الإسرائيلى شن أى هجمات على القطاع فى هذا التوقيت، بعد إعلان كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكرى لحركة حماس، انتهاء التهدئة، وصرحت ناطقة باسم الجيش بأن الصاروخين أطلقا من غزة دون أن يؤديا إلى وقوع إصابات أو أضرار. وبدورها، تبنت حركة الجهاد الإسلامى - فى بيان - إطلاق 3 صواريخ على إسرائيل، مؤكدة أن ذلك يأتى رداً على استشهاد أحد نشطائها بنيران الاحتلال فى مدينة جنين، شمال الضفة الغربية، الأسبوع الماضى. وجاء ذلك بعدما أعلن الجانبان رسمياً انتهاء التهدئة الهشة فى قطاع غزة، حيث نفى فوزى برهوم، المتحدث باسم حماس، وجود أى اتصالات مع إسرائيل بهدف تمديد التهدئة، فى إشارة ضمنية إلى الوسيط المصرى، «لم تجر أى جهة اتصالات مع حماس حول أى طروحات جديدة بخصوص التهدئة.. إن أحداً لم يقدم أى عروض جديدة»، وأضاف أن ما تردد عن إجراء مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل فى القاهرة وعن توجه وفد من حماس لمصر قريباً «غير صحيح». من جانبه، أكد خالد البطش، القيادى فى حركة الجهاد، أن «التهدئة لم يتم تجديدها وبالتالى فهى ماتت على الأرض ونحن نحمل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن انهيارها لأنها لم تلتزم بأى من شروطها»، فى حين قال أبومجاهد، المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية، إن «الاحتلال الصهيونى أنهى التهدئة قبل موعد انتهائها الرسمى عبر عمليات القتل والغارات الصهيونية». وعلى الجانب الإسرائيلى، قال مارك ريجيف، المتحدث باسم أولمرت، إن إسرائيل كانت مستعدة «لاحترام الترتيبات التى أبرمت مع مصر»، فى إشارة إلى اتفاق التهدئة، لكنه ألمح إلى أن إسرائيل لن تبادر إلى استئناف العمليات، فى الوقت الذى شن فيه الطيران الإسرائيلى بالفعل غارات جوية على قطاع غزة. وفى بيروت، تجمع الآلاف فى الضاحية الجنوبية للمشاركة فى مظاهرة ضخمة دعا إليها حزب الله للتنديد بالحصار الإسرائيلى المفروض على القطاع، وغصت الشوارع الرئيسية بجموع المتظاهرين، فى حين أغلق العديد من طرقاتها أمام حركة السير، ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وأعلام حزب الله، وجهزت ساحة التجمع بمكبرات للصوت استعداداً لإذاعة خطاب للأمين العام للحزب حسن نصر الله.
