مع قرب انتهاء رئاسته، التى امتدت لولايتين، أبدى الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته جورج بوش، أسفه على تصريحات «غير ملائمة» أدلى بها خلال الحرب التى استهلتها إدارته على الإرهاب. وعدّد بوش فى حديث لشبكة «سى. إن. إن» الإخبارية الأمريكية، بعضاً من تلك التصريحات، قائلاً: «أأسف لبعض الأشياء التى ما كان يجب أن أتفوه بها.. مثل (حياً أو ميتاً) أو (وعليكم بهم).. زوجتى أعادت تذكيرى بأنى كرئيس للولايات المتحدة يجب أن أكون حذراً فيما أقوله». ووقعت أولى تلك «الهفوات» عقب هجمات 11 سبتمبر 2001، فخلال مطالبته فى كلمة رسمية القبض على زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن، قال بوش «أريد العدالة فى الغرب، هناك ملصق قديم يقول: مطلوب حياً أو ميتاً». وتعرض بوش لانتقادات شديدة مجدداً عام 2003 إزاء رده على سؤال بشأن العناصر المسلحة فى العراق، جاء فيه: «هناك من يعتقد بأن ظروفاً كهذه تسمح لهم بمهاجمتنا.. جوابى هو: عليكم بهم». ومن التصريحات التى أبدى أيضاً اعتذاره عنها، تصريح: «المهمة اكتملت» على متن البارجة «أبراهام لينكولن» فى مايو 2003، ليعلن به انتهاء العمليات القتالية الرئيسية فى العراق. وبرر تصريحه قائلا:ً «كانت هناك لافتة عنى بها البحارة على السفينة تقول (المهمة اكتملت).. إلا أن البعض نقلها بمعنى أوسع.. وظن البعض أن بوش يعتقد أن حرب العراق اكتملت مع أن ذلك يخالف اعتقادى». وحول خططه المستقبلية، قال بوش إنه سيتوجه إلى تكساس فور مغادرته البيت الأبيض فى 20 يناير المقبل، وأنه ربما يؤلف كتاباً. واختتم حديثه بإبداء أسفه لعدم فوز المرشح الجمهورى، جون ماكين، فى الانتخابات، إلا أنه عاد ليؤكد أن انتخاب باراك أوباما، «جيد لصالح البلاد»، كاشفاً أنه استشار سلفه بيل كلينتون قبل استقباله خلفه فى البيت الأبيض. يأتى ذلك فيما يرى خبراء أن الفوز التاريخى لأوباما لا يبشر بالخير بالنسبة للفنانين الكوميديين الذين انتعشوا بنكات بوش، فسواء أكان السبب هو أنه مفضل لدى فنانى الكوميديا الذين يميلون لليسار أو الطبيعة التاريخية لانتخابه، أو أنه لم يرتكب الكثير من الزلات حتى الآن، فإن الكوميديين لا يجدون الكثير ليطلقوا المزحات بشأنه حتى الآن. من ناحية أخرى، أكد بوش أمس الأول أنه سيفتقد عدم تحمل مسؤولية قيادة الجيش الأمريكى بعد يناير 2009، وذلك لدى احتفاله للمرة الأخيرة كرئيس بيوم قدامى المحاربين الذى قرره الرئيس وودرو ويلسون لتخليد ذكرى الهدنة، التى أنهت الحرب العالمية الأولى، على متن حاملة طائرات كانت قد خدمت إبان الحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام والحرب الباردة، وحولت اليوم إلى متحف فى مرفأ نيويورك، فى حين احتفل أوباما فى مدينته شيكاغو، حيث وضع الرئيس الأمريكى المنتخب مصحوباً بأحد معاقى حرب العراق إكليلاً من الزهور أمام ضريح للجنود فى شيكاغو وادى التحتية العسكرية أمام عشرات الأشخاص. من جهة أخرى، أعلن بوديستا أن أوباما يصدر قوانين جديدة تحد من تأثير جماعات الضغط، مؤكداً أن الرئيس الأمريكى المنتخب سيدخل قواعد أخلاقية صارمة لم يشهد التاريخ مثيلاً لها على عمل الفريق الذى يتولى انتقال السلطة، مضيفاً أن الرئيس المنتخب وعد بأن «تكون هذه العملية الأكثر شفافية التى تشهدها الولاياتالمتحدة». وفى غضون ذلك، قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون فى مؤتمر صحفى أمس الأول إن الأطراف الرئيسية فى عملية السلام فى الشرق الأوسط تأمل أن تتصدر القضية أولويات أوباما مع توليه الرئاسة، فيما دعت حركة طالبان الرئيس الأمريكى المنتخب إلى التخلى عن السياسة الخارجية التى انتهجها بوش خصوصاً فى أفغانستان.