أجمع خبراء ومدربو الكرة المصرية على أن الخسارة الثقيلة للفريق الكروى الأول للنادى الأهلى أمام فريق باتشوكا المكسيكى فى كأس العالم للأندية باليابان كشفت الكثير من العيوب التى يعانى منها الفريق والتى تهدد مسيرته المقبلة محالياً وقارياً. وأكد الخبراء أن هذا السقوط كشف عن الفارق الكبير بين الكرة المحلية والأفريقية ونظيرتها العالمية فى أوروبا ودول أمريكا الجنوبية والوسطى، كما دللت الهزيمة بما لا يدع مجالاً للشك على المستوى الهزيل للدورى المصرى الذى يتسيده الأهلى فى السنوات الأخيرة، فضلاً عن ضعف المنافسات فى البطولات الأفريقية مقارنة بالمستوى العالمى.. ونادى الخبراء بعدم ذبح لاعبى الجيل الحالى لمجرد خسارة مباراة مع ضرورة تدعيم صفوف الفريق فى المرحلة المقبلة والأهمية القصوى للاحتكاك المستمر للفرق المحلية مع المدارس الكروية العالمية حتى تتغلب الكرة المصرية على هذه الفارق الكبير فى المستوى والذى ظهر جلياً فى سقوط أقوى الأندية المصرية والأفريقية الأهلى أمام باتشوكا المكسيكى المتواضع كذلك إذا تمت مقارنته بالفرق العالمية فى أوروبا. من جهته أكد فتحى مبروك المدير الفنى لفريق الشباب بالأهلى ومدرب منتخب مصر السابق أن النتيجة لم تكن متوقعة إطلاقاً لعدة عوامل أولها الاهتمام الكبير الذى انصب على البطولة قبيل انطلاقها والمكافآت الضخمة التى رصدها مجلس الإدارة للاعبين، وترشيح الجميع للتأهل للمبارة النهائية، فضلاً عن الخبرة الكبيرة التى اكتسبها أغلب عناصر الفريق من جراء الاحتكاك فى بطولة أفريقيا والمشاركة مع المتنخبات القومية بالنسبة للدوليين. ورفض مبروك تبرير الهزيمة بالضغط الإعلامى الكبير الواقع على اللاعبين، مشيراً إلى أن لاعبى الفريق تعرضوا فى المباريات والبطولات السابقة التى خاضوها لما هو أكبر من الضغط الإعلامى. وحول تفوق الأهلى المحلى والقارى وسقوطه العالمى أكد مبروك أنه يجب أن نكون واقعيين ومنطقيين فى رؤيتنا ونعترف أن الأهلى الأقوى أفريقياً أقل من الفرق العالمية وهذا نتيجة طبيعية لتراجعنا عن العالم فى جميع المجالات الأخرى غير كرة القدم. وأشار فتحى مبروك إلى أنه ضد فكرة التغيير لمعظم أفراد الفريق التى ينادى بها البعض حالياً، معترفاً فى الوقت نفسه بأن الفريق يحتاج للتدعيم ولكن بصورة منظمة ومتعاقبة لأن تكوين فريق واختيار عناصر جديدة متميزة ليس بالأمر السهل، وتساءل مبروك: هل لو كان الأهلى قد فاز بالمباراة وتحمل خط الدفاع ضغط الشوط الثانى للمباراة هل كانوا سينادون بالتغيير كذلك؟ أليس هذا الجيل هو الذى كانوا يتغنون به فى الشهر الماضى بعد فوزه ببطولة أفريقيا.. وأضاف: «وفى حال التغيير هل هناك عناصر أفرزها الدورى المصرى تستحق الانضمام للأهلى.. وأكرر مجلس إدارة النادى الأهلى غير مطالب إطلاقاً بذبح هذا الجيل». أكد جمال عبدالحميد نجم الزمالك السابق أن الأهلى دفع ثمن ضعف الدورى المحلى وعدم احتكاكه بالفرق العالمية قبل مشاركته فى البطولات الدولية، مشيراً إلى أن الدورى المحلى يفقد الفرق قوتها نظراً لافتقاد الفرق للطموح ورغبة كل فريق فى البقاء فقط دون السعى للمنافسة الأمر الذى تسبب فى ضعف الأداء للاعبى الأهلى خلال مونديال الأندية، وقال عبدالحميد إن لاعبى الأهلى يعانون من مشكلة خطيرة هى التشبع من الانتصارات وعدم احترامهم المنافسين. فيما أرجع ضياء السيد المدير الفنى لمنتخب الناشئين السبب فى الخسارة الكبيرة أمام الفريق المكسيكى إلى افتقاد الفريق خبرة الاحتكاك الدولى مع الفرق العالمية واكساب اللاعبين خبرة اللعب تحت ضغط وقال إن الأهلى ضيع وقتاً طويلاً منذ مشاركته الأخيرة فى مونديال الأندية عام 2005، ولم يكلف المسؤولون عن الفريق أو النادى أنفسهم للاتفاق مع الأندية العالمية للعب معا ودياً لمنح اللاعبين الفرصة للاحتكاك مع هذه الفرق ومعرفة نقاط القوة والضعف لكل مدرسة كروية. وقال على أبوجريشة نجم الإسماعيلى السابق إن الخسارة الكبيرة كشف العديد من السلبيات التى كانت خافية عن الجميع بسبب انتصارات الفريق فى الدورى المحلى وعدم وجود منافس قوى يستطيع مجاراته، ومعرفة العيوب فى الأداء وما حدث أن الفريق يفاجأ بمستويات عالية عندما يلعب فى البطولات الدولية وأوضح أن لاعبى الفريق يفتقدون قوة التحمل واللياقة البدنية العالية وهما من أساسيات كرة القدم وقال إن الكرة الآن فى ملعب الجهاز الفنى لعلاج الأخطاء مبكراً قبل فوات الأوان. وحمل رضا عبدالعال لاعب الزمالك الأهلى سابقاً ومدرب نبروه حالياً مسؤولية الهزيمة الثقيلة إلى غرور مانويل جوزيه وتعاليه على المباراة، حيث اكتست وجهه علامات الثقة الزائدة خلال الشوط الأول وفريقه متقدم بهدفين، الأمر الذى انعكس على نفوس لاعبى الفريق ونزلوا الشوط الثانى وكأنهم تجاوزوا عقبة باتشوكا وذهبوا بخيالهم للتفكير فيما بعد باتشوكا حتى فاجأهم المنافس بأربعة أهداف ملعوبة كما انتقد عبدالعال الخطة التى خاض بها جوزيه اللقاء، ووضح عدم ملاءمتها لفريق فى قوة وسرعة باتشوكا. وطالب عبدالعال بتغيير جوزيه بآخر جديد يستطيع إعادة الحيوية للفريق مرة أخرى، بعد أن أصابته الشيخوخة وأصبح تقليدياً ولم يعد لديه الجديد ليقدمه للفريق. وأرجع عبدالعال حصد الأهلى للبطولات على المستويين الأفريقى والمحلى عكس البطولات العالمية التى يشارك فيها إلى طبيعة أداء الفرق التى تواجهه خصوصاً على الصعيد المحلى والتى تلجأ للدفاع أمامه باستمرار نتيجة خوفها منه، لكن الأمر يختلف فى البطولات العالمية التى تلعب فيها الفرق بطريقة هجومية وهو ما يحرج الأهلى باستمرار.
