رغم النجاح الذى تحققه التترات والموسيقى التصويرية للمسلسلات فى رمضان بسبب الاعتماد على النجوم فى تقديمها، فإن الحصول على تلك الأعمال غالباً ما يكون عن طريق التحميل من مواقع الإنترنت، أو بعض ألبومات الكاسيت المزورة التى تحقق رواجاً مقبولاً لاعتمادها على شهرة المطرب. السيئ فى الأمر، عدم اهتمام الشركات المنتجة للمسلسلات بالاستفادة من الأغنيات، ولم تفكر فى طرحها بشكل مستقل فى ألبومات «شرعية» للجمهور، والأسوأ أن الشركات القليلة التى أصدرت ألبومات لأعمالها الغنائية لم تهتم بتوثيقها ونسبها إلى العمل الدرامى الذى قدمت من خلاله. ولم يفكر منتجو الدراما فى تقليد المنتجين السينمائيين الذين يستفيدون من نجاح الأفلام بطرح ألبومات لموسيقاها وأغنياتها مثل «همام فى أمستردام» و«صعيدى فى الجامعة الأمريكية» لمحمد هنيدى، وموسيقى ياسر عبدالرحمن التى كان آخرها فيلم «ليلة البيبى دول»، وفيلم «كباريه»، وتلك الأعمال أشارت بشكل مباشر إلى الأفلام التى قدمت خلالها، فى حين أصدر عمرو دياب فى ألبوماته الأولى، وعلى الحجار أغنيات درامية لم تذكر العمل الأصلى الذى قدمت فيه. وظلت بعض التجارب التى قدمتها شركات إنتاج درامية محاولة للاستفادة من نجومية المطرب أو المؤلف الموسيقى، وليس استثماراً لنجاح المسلسل، ويتضح ذلك فى ألبوم «ماتفكرنيش» الذى طرحته شركة «صوت القاهرة»، منذ 3 أعوام، والذى يضم 16 أغنية من مسلسل «ينابيع النهر» غناها عمرو دياب منذ حوالى 20 عاماً. ويقول إبراهيم العقباوى، رئيس شركة «صوت القاهرة»: نفكر منذ فترة فى طرح ألبوم يضم الأعمال الغنائية والتترات والموسيقى التصويرية لبعض الأعمال الناجحة، فى الأعوام الثلاثة الأخيرة والتوثيق لتلك الأعمال لأهميتها، إلا أننا لم نضع خطة لذلك، ونحاول ألا نعتمد على نجومية المطربين بل على نجاح العمل نفسه. وحتى الآن لم نستقر على الأعمال التى سنختار منها، أما الأعمال التراثية التى حققت نجاحاً فى تاريخ الدراما المصرية مثل «الضوء الشارد»، فلم يتحدد بعد موقف الشركة منها. والتجربة الأهم والأشهر للموسيقار عمر خيرت فى طرح عدد كبير من الألبومات تضم موسيقاه الدرامية مثل «قضية عمر أحمد»، و«ضمير أبلة حكمت»، وغيرهما، وقد حرص خيرت على تسمية الموسيقى بأسماء الأعمال الدرامية. وبالمثل، طرح المؤلف الموسيقى والملحن محمود طلعت ألبوماً يجمع موسيقاه التصويرية باسم «يتربى فى عزو»، ويضم 23 مقطوعة موسيقية بتوزيعات مختلفة لأشهر أعماله منها «سكة الهلالى»، و«مشوار امرأة»، و«تعالى نحلم ببكرة». ويقول عمر خيرت: التأصيل والتوثيق للأعمال الموسيقية والغنائية الدرامية ضرورى جداً، وقد تنبهت لذلك الأمر منذ فترة طويلة، وكنت أول من طرح أعماله فى ألبومات، وسميت المقطوعات باسماء الأعمال نفسها، ويجب أن ينتبه المنتجون لأهمية الأعمال الموسيقية، وأن يطرحوها فى ألبومات لأن الموسيقى لا تموت، والمشكلة فى عدم توثيق هذه الأعمال لأن الأجيال الجديدة تستمع إلى الأغنية أو الموسيقى ولا تعرف مصدرها، بدليل أن أغنية «عارفة» اشتهرت وأحبها الناس لكن لا أحد يعرف أنها كانت ضمن مسلسل «عصر الفرسان»، ولو عرف الجمهور اسم العمل الأصلى ربما يطلبون مشاهدته مرة أخرى.
