أعلنت الجمعية المصرية لمنتجى الألبان، أنها بصدد إجراء تخفيض على أسعار تسليماتها لمصانع الألبان ومنتجاتها اعتباراً من يناير المقبل، فيما قلل خبراء من انعكاس هذا التخفيض على أسعار الألبان لاحقاً. وأكدت الجمعية أن التخفيض يبلغ 15 قرشاً ليصل سعر كيلو اللبن 285 قرشاً بعد أن حافظ طوال عدة أشهر سابقة على 3 جنيهات للكيلو، وهو السعر الذى سبق التوصل إليه باستخدام معادلة سعرية متفق عليها بين منتجى الألبان ووزارتى الزراعة والصناعة ومصانع الألبان. وحذرت الجمعية من ممارسة أى ضغوط جديدة على أصحاب المزارع لإجراء تخفيضات إضافية على الأسعار، مؤكدة أنها الحد الأدنى لضمان استمرارها فى ممارسة نشاطها. يأتى ذلك رداً على الضغوط التى تتعرض لها المزارع لتخفيض أسعارها بعد التراجع الكبير فى سعر الأعلاف عالمياً. كانت مزارع الألبان قد تعرضت مطلع العام الحالى إلى أزمة شديدة (حسب تقرير رسمى صادر من جمعية منتجى الألبان) مع الارتفاع الجنونى فى أسعار الأعلاف والذى يمثل نسبة تتراوح ما بين 50 و75٪ من تكلفة الإنتاج ولم يقابله ارتفاع مواز لسعر توريد اللبن، بما عرضها لخسائر شديدة تسببت فى إفلاس عدد من مزارع إنتاج اللبن، الأمر الذى دفع وزيرى الصناعة والزراعة للتدخل بهدف إنقاذ باقى المزارع من الإفلاس عن طريق تفعيل آلية تسعير ألبان المزارع المطبقة فى دول العالم. وقال محمد الطاروطى، عضو الجمعية، إن المعادلة التى تم تفعيلها منذ عدة أشهر تربط سعر اللبن بالمكونات الأساسية للأعلاف «الذرة، الصويا، البرسيم» فإذا كان سعر العلف إلى اللبن (1 سعر العلف مقابل 4 سعر اللبن) فهذا معناه انتعاش كبير للمزارع أما إذا كان (1 إلى 3) فهو وضع جيد وإذا كان (1 إلى 2) وهو ما نحن عليه الآن بعد الانخفاض الكبير فى سعر العلف فهذا معناه أن المزارع بالكاد تغطى تكلفتها وليس لديها أى فرصة للنمو أو التوسع. وتابع أن الوضع الحالى لا يسمح بإجراء أى تخفيضات إضافية وإلا سنعود إلى الأزمة السابقة، حيث كان مؤشر السعر لا يزيد على 1.2 ونتج عنه أن فقدت مصر 50٪ من أبقارها المتخصصة فى الإدرار، فبعد أن كانت الرؤوس المنتجة للبن 60 ألف رأس، أصبح كل ثروة مصر لا تتعدى ثلاثين ألف رأس بسبب لجوء الكثير إلى ذبح القطيع هرباً من الخسائر. واتفق معه طارق الطوبجى، صاحب إحدى المزارع بالفيوم، قائلاً إن الحكومة فترة الأزمة أوصلت المعادلة إلى 1.5 فقط بدلاً من 1.2 بسبب التخوف من انعكاس ذلك على أسعار المستهلكين، مشيراً إلى أن انخفاض سعر العلف خلال الشهرين الماضيين كان السبب فى الوصول بها إلى معدل 2 وليست تدخلات الحكومة. وقال سيد سند صاحب مزرعة إنه نتيجة لنقص الألبان الطازجة، زادت كميات اللبن المجفف الذى يتم استيراده لسد الفجوة، ليتجاوز حالياً مائة مليون دولار مقابل 30 مليون دولار قبل خمس سنوات، متوقعاً حدوث زيادة كبيرة، خاصة بعد أن عرضت أمريكا مخزونها الاستراتيجى من البودرة للبيع بتخفيض 50٪ عن سعره السابق. ودعا هانى كامل صاحب مزرعة بالنوبارية إلى ضرورة تقنين وضع المعادلة السعرية للألبان، لتكون معتمدة بقانون أو قرار صادر من وزارتى الصناعة والزراعة بدلاً من تطبيقها بشكل ودى كما هو حالياً. وطالب بضرورة أن تقوم وزارة الزراعة بدعم المنتجين بالفارق بين السعر المتفق عليه مع المصنعين، والسعر العادل للبن، أسوة بحوافز المصدرين المقدمة من وزارة التجارة