أصيبت العاصمة اليونانية، أثينا، وعشرات المدن الأخرى فى البلاد أمس، بحالة من الشلل بعد عدة أيام من تعمد إضرام النيران وأعمال السلب والنهب على خلفية مقتل شاب برصاص الشرطة بوسط أثينا. وفى أسوأ أعمال شغب تشهدها البلاد منذ عقود، غطى الدخان الأسود وألسنة اللهب والغاز المسيل للدموع سماء وسط أثينا لساعات، حيث قام الطلاب بإضرام النيران فى سيارات وبنوك ومتاجر وعدد من المبانى شملت مكاتب خطوط الطيران الحكومية «أولمبيك آيروايز» ومبنى وزارة الخارجية المقابل لمبنى البرلمان ومتجر فاخر وكلية الحقوق الرئيسية فى اليونان. ورغم عودة الهدوء إلى أثينا فجر أمس إلا أنه من المتوقع أن تتجدد الاحتجاجات لاحقاً عقب مراسم جنازة الشاب الضحية، البالغ من العمر 15 عاما الذى قتل السبت الماضى برصاص الشرطة، مما تسبب فى اندلاع أعمال العنف والتخريب، بمقاطعة باليو فاليو الساحلية. وفى الوقت نفسه، أعلن مصدر أمنى أن نحو مائة شاب واصلوا صباح أمس التحرش بقوى الأمن حول مدرسة البوليتكنيك فى حى ايخارشيا الطلابى فى وسط أثينا، الذى شهد أمس الأول أعمال عنف وسلب ونهب. فيما واصل الشبان المتحصنون فى داخل المدرسة رمى زجاجات المولوتوف على الشوارع المحيطة. وأدت إحداها إلى اندلاع حريق فى أحد المتاجر، بحسب المصدر. وفى غضون ذلك، دافع وزير الداخلية اليونانى بروكوبيس بافلوبولوس مساء، أمس الأول، عن عمل قوى الأمن، فيما استمر وسط أثينا طوال الليل مسرحا لمئات المشاغبين الذين سلبوا ونهبوا عدداً كبيراً من المتاجر. وأكد الوزير فى ختام مجلس وزارى مصغر استمر أكثر من ساعتين أن «الشرطة حاضرة وتقوم بكل ما هو ضرورى لحماية الأرواح البشرية والممتلكات». وأضاف أن «الشرطة وفرت الحماية لكثير من المرافق التى فاق عددها تلك التى تعرضت للتهديد، وهى موجودة لحماية الأرواح البشرية وكل ما يليها، دون الإساءة إلى مستوى الديمقراطية». فيما، وجه رئيس الوزراء اليونانى كوستاس كرمنليس أمس دعوة إلى الوحدة الوطنية ووحدة الصف السياسى فى وجه مثيرى الشغب.
