قال معهد بروكينجز الأمريكى للأبحاث إن الرئيس الأمريكى المنتخب باراك أوباما سيواجه تحديات معقدة فى الشرق الأوسط تحتاج منه إلى الانتباه الفورى، تتمثل فى طموحات إيران النووية، والوضع المتدهور فى العراق، وحكومتين ضعيفتين فى لبنان وفلسطين تواجان تحديات من الميليشيات العسكرية المتمثلة فى حزب الله وحماس، وتدهور سمعة الولاياتالمتحدة فى المنطقة. وأضاف فى تقرير أعده الباحثان ريتشارد هاس ومارتين أنديك تحت عنوان «حان الوقت لتجديد الدبلوماسية نحو سياسة أمريكية جديدة فى الشرق الأوسط»، أن على أوباما أن يركز على إيران بسبب طموحاتها النووية، ويعمل على دعم السلام بين إسرائيل وجيرانها من العرب، خاصة سوريا، وبين إسرائيل وفلسطين، مشيراً إلى أن الولاياتالمتحدة، ستحتاج إلى دعم القوى الأخرى فى العالم لتحقيق ذلك متمثلة فى روسيا والصين وأوروبا، إضافة إلى شراكة حلفائها فى المنطقة بمن فى ذلك إسرائيل ومصر والسعودية والأردن وتركيا. وقال التقرير إن «الولاياتالمتحدة منذ انهيار الاتحاد السوفيتى عام 1991 أصبحت القوى المهيمنة فى الشرق الأوسط، لكن حدث الكثير من الأمور التى قللت من تأثيرها، بدءاً من فشلها فى تحقيق السلام فى عهد الرئيس السابق بيل كلينتون مروراً بخسائر إدارة جورج بوش الحالية فى العراق، وفشل محاولتها نشر الديمقراطية فى الدول العربية السلطوية». وأشار التقرير إلى أن فشل إدارة بوش فى العراق فتح الباب أمام إيران، وجعلها أكبر عدو فى المنطقة، وقال إن النظم العربية السنية فى مصر والسعودية والأردن وتركيا تشعر بالتهديد من نمو النفوذ الشيعى فى العراق ولبنان الذى تدعمه إيران. وأضاف التقرير أن التحدى المتمثل فى إيران جعل العديد من الأطراف الفاعلة فى المنطقة تسعى إلى العمل مع الولاياتالمتحدة لمواجهته، بمن فى ذلك سوريا التى بدأت فى مفاوضات سلام مع إسرائيل، كوسيلة لتحسين علاقاتها مع واشنطن، محاولة لجنب عزلها فى المعسكر الشيعى، وينطبق ذلك أيضاً على السعودية ومصر، اللتين تشعران بخيبة أمل فى ظل إدارة بوش، لكنهما تفضلان العمل مع الولاياتالمتحدة فى هذا الأمر. وتابع: إن الرئيس الأمريكى الجديد يستطيع استرداد تأثير بلاده إذا أظهر أن الطريقة الأمريكية هى القادرة على العمل، مما يعنى أن سياسة الاعتدال والمصالحة، والتفاوض، والإصلاح السياسى والاقتصادى، والتسوية السلمية للصراع، يمكن أن تلبى احتياجات الناس فى الشرق الأوسط أكثر من البديل الذى تقدمه إيران. وحذر التقرير من أن استمرار إيران فى طموحاتها النووية قد يجعل إسرائيل تقوم بضربات عسكرية وقائية ضدها، مما سيشعل الحرب فى لبنان، ويؤدى إلى إغلاق مضيق هرمز والتأثير على إنتاج النفط، كما أن هذا سيؤدى إلى سباق تسلح نووى فى المنطقة، حيث من المتوقع أن تعمل مصر والسعودية وتركيا على تسريع برامجهم النووية. وقال التقرير إن إدارة بوش تراجعت عن مطالبها لحاكمى مصر والسعودية بالانفتاح السياسى نتيجة للانتخابات فى لبنان وفلسطين والعراق التى أوصلت الأحزاب الدينية الإسلامية إلى السلطة. وأضاف أن الرئيس الأمريكى الجديد يحتاج إلى تأمين دعم الدول العربية وإسرائيل وتركيا لخطته فى مواجهة إيران.