بعدما استغنوا عن طائراتهم الفاخرة وقبلوا العمل مقابل دولار واحد فى السنة تخلى رؤساء «ثلاث» شركات كبرى فى صناعة السيارات الأمريكية عن كبريائهم أمس الأول فى مناشدة جديدة للكونجرس من أجل الحصول على مساعدة من أجل البقاء، فيما اشترط الرئيس الأمريكى جورج بوش التأكد من استمرار تلك الشركات قبل البت فى مساعدتها. وقال ريك واجنر الرئيس التنفيذى لشركة جنرال موتورز خلال جلسة استماع أمام اللجنة المصرفية التابعة لمجلس الشيوخ الأمريكى «نحن هنا اليوم لأننا ارتكبنا أخطاء نتعلم منها». وأبلغ آلان مولالى رئيس فورد موتور الشركة التى اقترن اسمها يوما بقوة الصناعة الأمريكية اللجنة «فكرت طويلا بشأن المخاوف التى أبديتموها وأود أن تعلموا أننى أصغيت لرسالتكم». وبعدما كانوا موضع سخرية لحضورهم جلسات استماع للكونجرس الشهر الماضى على متن طائرات خاصة وبدون خطط تفصيلية لتنشيط شركات صناعة السيارات الأمريكية العملاقة قطع المديرون مسافة 885 كيلومترا من ديترويت إلى واشنطن هذه المرة فى سيارات بمحركات مزدوجة تعمل بالكهرباء والبنزين محملين بخطط للتحرك. ووافقوا على العمل بدولار واحد فى السنة إذا قبل المشرعون مقترحاتهم للحصول على مساعدة حكومية طارئة قيمتها 34 مليار دولار. وكانت الأجواء قاتمة فى القاعة الكونجرس مع محاولة مسؤولى شركات السيارات إقناع المشرعين بأن خططهم للبقاء تستحق التمويل من أموال دافعى الضرائب. وقال روبرت نارديلى الرئيس التنفيذى لشركة كرايسلر «نعانى» لإبقاء كرايسلر على قيد الحياة. وقدمت كبرى شركات صناعة السيارات فى أمريكا جنرال موتورز وفورد وكرايسلر، خططاً لإعادة الهيكلة لإقناع الكونجرس باستحقاقها للحصول على القروض الحكومية منخفضة التكلفة. وقالت جنرال موتورز إن السيولة لديها ستنضب تماما الشهر المقبل، وحذرت من خسارة 3 ملايين وظيفة، وانهيار «كارثى» للاقتصاد الأمريكى فى حال تركت للغرق دون طوق نجاة. وأوضحت كرايسلر أنهما بحاجة إلى مليارات الدولارات الأسابيع القادمة للتغلب على آثار الأزمة العالمية، بينما ذكرت فورد أنها قد تستطيع أن تستمر دون مساعدة وأن تعود للربحية بحلول 2011 لكنها طلبت خط ائتمان ب 10 مليارت دولار خشية أن يسوء وضع الاقتصاد. وفى هذا السياق أكد جورج بوش أنه يريد التأكد من أن أى خطة لدعم شركات صناعة السيارات الأمريكية المتعثرة ستضمن قابليتها للاستمرارية على المدى الطويل، وأن الحكومة لن تلقى بأموالها دون جدوى. وقال بوش «إن الحكومة تريد التأكد من فاعلية الخطط التى تقدمت بها جنرال موتورز وفورد وكرايسلر، لضمان مصلحة دافع الضرائب، وقال «أيا كانت أهمية صناعة السيارات لاقتصادنا فإننا لا نريد أن نضخ الأموال فى الهواء». جاء ذلك فيما أقر البنك الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى (البنك المركزى) بأن الضعف أصاب النشاط الاقتصادى فى الولاياتالمتحدة منذ أوائل أكتوبر، وهو ما يعمق ركوداً موجوداً بالفعل فى أكبر اقتصادات العالم. وقدم البنك صورة قاتمة لمعظم ميادين النشاط الاقتصادى، قائلا إن السبب الرئيسى فى ذلك يرجع إلى الانخفاضات الحادة فى مبيعات التجزئة والسيارات. وأوردت بنوك الاحتياط الإقليمية ال12 تقارير عن نشاط يتسم بال«ضعف» فى آخر تقرير للبنك المركزى.