دخلت أزمة الحديد فى محافظة الدقهلية أمس، يومها العاشر على التوالى ونفدت السلعة تماماً من مخازن وكلاء شركة «حديد عز» فيما شهد أحد المنافذ بالمنصورة تجمهر نحو 300 مواطن أمام المنفذ للمطالبة بكميات الحديد المقررة لهم. وقال عبداللطيف عامر، من الأهالى إنه يقف فى طوابير غير منظمة منذ يومين من الخامسة صباحاً وحتى السادسة مساءً دون جدوى، رغم حصوله على تصريح من الوحدة المحلية يفيد بحاجته إلى 4 أطنان حديد. واتهم محمد أبواليزيد، منافذ البيع بإعطاء الأولوية فى الصرف لتجار وشركات المقاولات عن المواطنين دون عدالة فى التوزيع، لافتاً إلى أن ذلك يحدث أمام أعين مفتشى التموين. وقال عبدالعظيم بهلول، إن الوساطة والمحسوبيات لها النصيب الأكبر من الحديد، مما قلل من فرصة المواطنين فى الحصول عليه. وأضاف: أضطر للجلوس أمام المنفذ منذ أكثر من أسبوع لكى أكمل بناء غرفتين أحمى بهما أولادى. من جانبه قال حمدى الصفطاوى، وكيل شركة «حديد عز» إن الأزمة مفتعلة بسبب ما تردد من شائعات حول ارتفاع الأسعار بعد مؤتمر الحزب الوطنى، رغم انخفاض أسعار البليت، وإغراق السوق المحلية بالحديد التركى والصينى. وقال جمال عبدالله، مفتش تموين ومشرف على المنفذ، إن المنافذ تبيع الحديد بالسعر المعلن منذ 45 يوماً دون تحديد حد أقصى للبيع بسبب عدم وجود طلب، لافتاً إلى أن المنافذ اضطرت إلى البيع بموجب الرسم الهندسى أو خطاب الوحدة المحلية بسبب الإقبال الشديد، فضلاً عن أن البيع يتم حسب الكمية الموجودة فى المخازن. وفى المنوفية اتهم مواطنون عدداً من أصحاب المستودعات بتسلم الحصص المقررة من المصانع وتخزينها فى أماكن غير منافذ البيع، انتظاراً لزيادة الأسعار. وقال أمين عبدالجليل، موظف، إن الأزمة بدأت بعد انهيار البورصة، ورفع التجار الأسعار وإخفاء الحديد فى أماكن سرية، انتظاراً لارتفاع أسعاره فى الفترة المقبلة. فى السياق نفسه أعلن المهندس عزت حمزة، وكيل وزارة التموين فى المنوفية، عن ضبط 60 طناً من الحديد فى مستودعات بمختلف أنحاء المحافظة، كما تم تحرير 8 محاضر مخالفة لتجار بتهم متباينة بين امتناع عن البيع، وإغلاق مستودعات، وعدم طرح السلعة للبيع، وأرجع الأزمة إلى الإقبال الشديد على الشراء. وفى الإسكندرية أعلن عبدالرازق الدسوقى، رئيس شعبة مواد البناء فى الغرفة التجارية عن خلو مخازن الحديد فى المحافظة تماماً بسبب نفاد الكميات التى تم تخزينها خلال الفترة الأخيرة بعد الأزمة المالية العالمية التى تسببت فى هلع الموزعين والمقاولين خوفاً من حدوث انخفاض حاد فى الأسعار فسارعوا إلى التخلص من الكميات الموجودة لديهم بأى ثمن. وقال الدسوقى فى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم» إن هناك تكالباً ومشاحنات بين تجار الحديد والموزعين والسماسرة بسبب عدم وجود السلعة، رغم إنتاج المصانع الكميات العادية التى تنتجها شهرياً وطرحها فى الأسواق، لافتاً إلى أن السماسرة يشيعون ارتفاع الأسعار إلى 7 آلاف جنيه للطن خلال الأيام المقبلة، متوقعاً ثبات الأسعار خلال ديسمر المقبل بالنسبة لحديد عز بسبب انخفاض أسعار البيليت عالمياً.