أعلن القراصنة الصوماليون الذين يحتجزون ناقلة النفط السعودية العملاقة «سيريوس ستار» منذ السبت الماضى، أنهم يطالبون بفدية قدرها 25 مليون دولار للإفراج عن السفينة وطاقمها المكون من 25 فرداً. وقال أحد القراصنة فى اتصال هاتفى مع وكالة الأنباء الفرنسية من على متن ناقلة النفط أمس: «نطلب 25مليون دولار من المالكين السعوديين لناقلة النفط.. لا نريد أن تستمر المفاوضات إلى ما لا نهاية لتسوية هذه المسألة»، وتابع محذراً: «السعوديون لديهم 10 أيام لتلبية هذا الطلب وإلا سنقوم بتحرك قد يكون كارثياً». وكان وزير الخارجية السعودى الأمير سعود الفيصل قد أعلن أمس الأول أن مالكى «سيريوس ستار» يفاوضون للإفراج عنها، موضحاً أن موقف الحكومة السعودية هو عدم التفاوض مع «الإرهابيين أو مع خاطفى الرهائن»، وأضاف الفيصل: «ما أعرفه هو أننا سننضم» إلى قوة مكافحة القرصنة، وسنسعى للقضاء على هذا الخطر المحدق بالتجارة الدولية». وفى الوقت نفسه، رفضت شركة «فيلا انترناشونال ماريتيم» فرع مجموعة أرامكو النفطية السعودية التى تملك «سيريوس ستار» الإدلاء بأى تعليق حول عملية التفاوض. وقال ماهر سابور، المتحدث باسم الشركة.. «لسنا مستعدين للإدلاء بتصريحات حول هذه المسألة نظراً إلى حساسية الوضع ولضمان سلامة أفراد الطاقم». وفى واشنطن، اعتبرت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» أن أى مقاربة عسكرية لا تشكل رداً مناسباً لزيادة أعمال القرصنة فى القرن الأفريقى. وقال المتحدث باسم «البنتاجون» جيف موريل: «حتى ولو انتشرت جميع القوات البحرية العالمية هناك، فهى لن تحل أبداً هذه المشكلة»، داعياً الأسرة الدولية إلى وضع مقاربة شاملة فى البحر وعلى السواحل مع الحكومات وإيجاد تنمية اقتصادية. وأشار موريل إلى أن أرقام المكتب البحرى الدولى تفيد بأن 94 سفينة تعرضت للهجوم من قبل قراصنة صوماليين فى المحيط الهندى وخليج عدن هذا العام وهى ظاهرة تزداد، بينما تمت مصادرة 39 سفينة من قبل القراصنة. وأوضح أن ما لا يقل عن 18 سفينة محتجزة حاليا من قبل قراصنة صوماليين بانتظار دفع فدية. وفى وقت سابق، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرنو أن الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته جورج بوش يتابع تطورات احتجاز ناقلة النفط السعودية وأن الولاياتالمتحدة تعلق أهمية كبيرة على ضمان سلامة طاقمها، موضحة أن واشنطن تعمل مع شركائها فى مجلس الأمن لمحاربة أعمال القرصنة البحرية. وفى نيويورك، أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون اعمال القرصنة قبالة الصومال، معرباً عن دعمه الجهود الدولية لوضع حد لها، لافتاً إلى أنه «يعمل بشكل واسع مع الحكومة الانتقالية فى الصومال والمنظمة البحرية الدولية وحلف الأطلنطى والاتحاد الاوروبى وآخرين لبلورة جهد دولى منسق لمكافحة القرصنة». ومن جهته، أكد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقى جان بينج أن أعمال القرصنة قبالة سواحل الصومال تتفاقم بسبب التناحر بين السياسيين هناك وإن الأممالمتحدة يجب أن ترسل قوات حفظ سلام إلى هناك على وجه السرعة. ومن ناحيته، أدان خافيير سولانا، المنسق الأعلى للسياسة الخارجية والأمنية الأوروبية عملية اختطاف الناقلة السعودية للنفط، ووصفها بأنها قرصنة بحرية «إرهابية». وأكد أن الاتحاد الأوروبى كثف دورياته على سواحل شرق أفريقيا بهدف الحيلولة دون وقوع مزيد من عمليات القرصنة. وفى موسكو، أعلنت البحرية الروسية أن روسيا ستنشر سفناً حربية قبالة شرق افريقيا تقوم بدوريات ضد القراصنة الصوماليين، وأوضحت من جهة أخرى أن روسيا وفرنسا ستنسقان جهودهما فى مكافحة القرصنة فى منطقة القرن الأفريقى، وذلك أثر لقاء بين ممثلى البلدين فى جيبوتى. ومن جانبه، اعلن وزير الدفاع الفرنسى ايرفيه موران أمس الأول فى باريس، أن العملية البحرية للاتحاد الأوروبى فى خليج عدن للتصدى للقراصنة الصوماليين ستبدأ فى 8 ديسمبر.