شهد المنزل 15 من شارع شوقى فى دار السلام مأساة، حيث تركت الأم الشابة رضيعها نائماً على سرير حجرة نومها ودخلت إلى الحمام، عادت بعد دقائق فوجدته فاقداً للوعى على الأرض، حملته وأسرعت إلى المستشفى وتبين إصابته بنزيف فى المخ وفارق الحياة، تلقى اللواء إسماعيل الشاعر، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة، إخطاراً بالتفاصيل وتولت النيابة التحقيق وصرحت بدفن الجثة بعد توقيع الكشف الطبى عليها لبيان سبب الوفاة وطلبت الأم لسماع أقوالها. لم تسع الدنيا، الأم سماح سعد البالغة من العمر 28 عاماً، قبل تسعة أشهر، عندما سمعت صراخ مولودها الأول «يوسف» أقامت له حفل سبوع دعت إليه كل جيرانها وأقاربها، وكادت تضعه بين جفونها من شدة حرصها عليه وأمس الأول راحت تداعبه وهى ترضعه حتى راح فى النوم طبعت على جبينه قبلة وتركته على سرير حجرة النوم ودخلت إلى الحمام «هاجمتها» آلام بين ضلوعها، حيث شعرت بانقباض شديد فى قلبها فخرجت مندفعة إلى حيث يرقد رضيعها، وجدته فاقداً للنطق على الأرض، أطلقت صرخاتها وهى تضرب وجهها من هول الكارثة، حملته واندفعت كالمجنونة إلى الشارع حافية القدمين وألقت بجسدها فى أول سيارة توقفت أمامها وتوجهت إلى مستشفى المنيل الجامعى.وضعته بين أيدى الأطباء ووقفت مرتجفة تنتظر سماع كلمة تعيد إليها الحياة من جديد، لكن الإجابة عن سؤالها عن حال الرضيع، هبطت على رأسها مثل الصخرة، أفقدتها قدرتها على النطق وسقطت على الأرض، أخبرها الطبيب أن الرضيع فارق الحياة، أثناء إسعافه تحرر بالتفاصيل المحضر 48963 جنح البساتين، ودلت التحريات التى جرت بإشراف اللواء فاروق لاشين، مدير الإدارة العامة لمباحث العاصمة، عدم وجود شبهة جنائية فى الوفاة، وصرحت النيابة بدفن الجثة بعد توقيع الكشف الطبى عليها، وأثناء حمل زوجها وأقاربه جثمان الصغير تشبثت به الأم وطالبتهم بأن يتركوه لها أو يدفنوها معه ثم راحت فى غيبوبة تامة بعد أن ودعته الوداع الأخير.