في نظام حاكم عجيب لا يعرف معنى كلمة "الاستقالة" والتى شطبت من قاموسه بفعل فاعل منذ حكم مصر عسكرها بداية من 23 يوليو 1952 وتجدد هذا الشطب بعد تعديل وتبديل الكلمة من "استقالة" إلى "تنحي" عندما تنحى الرئيس العسكري الراحل وأعلن في التليفزيون المصري "تنحية" بسبب فشله الكبير في وكسة يونيو 1967 ثم تعدلت الكلمة مرة أخرى بعد مقتل أو انتحار الرجل الثاني في النظام الحاكم العسكرى المشير عامر وهوب تعدلت الكلمة مرة أخرى بوفاة الرجل العسكري الأول ناصر بسبب إدمانه تدخين السيجارة والأمراض الناجمة عن هذا التدخين القاتل والمحرم شرعاً وقرآناً. وتولى الحكم الرجل العسكرى الثالث "أنور" وتمر السنين لتتعدل كلمة "الاستقالة" إلى اغتيال أو استشهاد أو ما شابه ذلك! .. وجاء من خلف الصفوف حاكم عسكري طيار ليحكم مصر خمس فترات كل فترة 6 سنوات وأخيراً تذكر النظام العسكري الحاكم "الطياري" هذه الكلمة القديمة وأعادها مؤقتاً لقاموس نظامه ليقبل على مضض وغصب عنه استقالة وزير من وزرائه وطبعاً اللى شوية من أعمامه كانوا من عسكر 23 يوليو 1952 من أجل عيون منصب كبير في البنك الدولي! وعلى الله أن تكون عودة "الاستقالة" من منفاها بشرة خير ونرى استقالات كثيرة من وزراء مكثوا في وزاراتهم 20 عاماً وكأن مصر ليس فيها كفاءات من الصفوف الثانية أو الثالثة أو حتى "الترسو" ... وعجبى!