كشفت «المصرى اليوم» بالصور، عن واقعة تلوث خطيرة تتعرض لها مياه خليج السويس، بسبب إلقاء المخلفات الصناعية السائلة، غير المعالجة الناتجة من المنشآت الصناعية التى تقع بالمنطقة الصناعية بالأدبية فى مياه البحر مباشرة، بعد أن تبين أن محطة الصرف الصناعى تلقى مخلفات المصانع دون معالجة فى الخليج، مما أدى إلى تلوث مياه البحر وتغير لونها وتراكم العناصر الكيميائية الخطيرة ونفوق أطنان من الأسماك والقضاء على الزريعة السمكية، الأمر الذى يحتاج إلى تدخل المسؤولين، حسب تأكيد الخبراء، لاتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف التدهور من خلال معالجة مياه الصرف الصناعى قبل إلقائها فى المياه. «المصرى اليوم» انتقلت إلى مكان الصرف الصناعى بمنطقة الأدبية والتقطت صوراً تظهر تدفق مياه الصرف السوداء غير المعالجة من ماسورة على شاطئ خليج السويس بالمجرى المخصص للسيول، الذى قامت باستبدالة بالصرف الصناعى من جانبه قال الدكتور عادل عامر «الأستاذ بمعهد علوم البحار بالسويس»، إن وزارة الإسكان أنشأت محطة لمعالجة المخلفات الصناعية السائلة بتكلفة 83 مليون جنيه كمرحلة أولى، بهدف إعادة صرف 3000 متر مكعب من المخلفات الصناعية السائلة والصلبة التى تصرفها المنشآت الصناعية الواقعة بمنطقة الأدبية، مثل مصانع الحديد والصلب والزيوت والمواد الكيماوية الأسمنت بالمنطقة الصناعية بشمال غرب خليج السويس، إلا أنه كان من المفترض أن تقوم المحطة بتكرار معالجة مياه الصرف الصناعى مرة أخرى بعد معالجتها داخل المصانع حتى تصل إلى الحد المسموح به صحياً لإلقائها فى عمق البحر على بعد 500 متر عبر مواسير تحت الأرض، إلا أن ذلك لا يتم، إذ تضرب المحطة عرض الحائط بقوانين البيئة المنصوص عليها واكتفت بإلقاء الصرف على الشاطئ دون مد مواسيرها داخل البحر. وأكد «عامر» أن المحطة منذ إنشائها لا تعمل ولم يتم إصلاحها وأن المصانع المحيطة لا تقوم بعملية المعالجة لمخلفاتها الصناعية السائلة، التى تحتوى على تركيزات عالية من الميكروبات والنترات والفوسفات والمبيدات والمواد المعدنية الثقيلة، مثل الحديد والنحاس والقصدير والمنجنيز والألومنيوم، لذلك يتم إلقاؤها مباشرة فى مياه خليج السويس عبر مجرى مائى، كان مخصصا من قبل للسيول وتم إلغاؤه وتحويله إلى مجرى للصرف الصناعى غير المعالج وصبه فى مياه البحر، مما يؤدى إلى تلوث مياه البحر ويمثل ضرراً جسيما على الثروة السمكية ويسبب الإصابة بالسرطان على المدى البعيد وتشوه الأجنة والتخلف العقلى، وأوضح أن المياه الملوثة بالصرف الصناعى يدفعها التيار فى اتجاه شاطئ السويس الشعبى المعروف ب«مصيف الغلابة». مما يمثل خطورة بالغة على صحة المواطنين، لأنهم يسبحون فى مياه ملوثة، مشيرا إلى أن شركة السويس للصلب تقوم حالياً بإنشاء رصيف لرسو السفن يطل على خليج السويس ليكون بمثابة ميناء خاص بالشركة وهو ما يعد مخالفة لقانون البيئة والهيئة المصرية العامة لحماية الشواطئ، الذى يحظر ردم أجزاء من مياه البحر. وأوضح جامع عبدالرحمن «من سكان المنطقة» أن المخلفات الصناعية السائلة غير المعالجة أدت إلى تسمم الأسماك، بسبب تلوث مياه البحر، لافتا إلى أن المنطقة تقع مباشرة على خليج السويس وكانت غنية بالأسماك وتعد مناخاً جيداً لتكاثر الزريعة السمكية لتميز مياهها بالدفء. وقال مصدر مسؤول بجهاز تنمية خليج السويس، طلب عدم نشر اسمه، إن محطة معالجة الصرف الصناعى تتبع الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، لافتاً إلى أن الشركة أولت صيانة أعمال المحطة إلى شركة «أكواتريت» المتخصصة فى صيانة محطات معالجة المخلفات الصناعية السائلة والتى يقع التقصير عليها، لأنها لم تقم بواجبها فى التنبيه على المنشآت الصناعية بمعالجة مخلفاتها الصناعية وصيانة المحطة ورفع كفاءتها. من جانبها أكدت الدكتورة ليلى الخولى، مدير عام جهاز شؤون البيئة بالمحافظة، أن الجهاز حرر المحضر رقم 270 لسنة 2010 جنح عتاقة ضد محطة المعالجة لإلقائها مياه الصرف الصناعى فى مياه خليج السويس دون معالجتها وتم عرض المحضر على النيابة التى تولت التحقيق لإحالته إلى المحكمة لتحديد قيمة تعويضات البيئة عن الأضرار الناجمة عن إلقاء المحطة الصرف الصناعى دون معالجة.
