بالأمس شاهدت أحد المقربين يعنف طفله الأشول العسراوى على كتابته وأكله باليد اليسرى، ويقول إنه قد فضحه فى المدرسة لأن مدرس اللغة العربية قد غلب حماره معه فى إجباره على الكتابة باليد اليمنى، وأكمل مدرس الدين سلسلة التعنيف والتوبيخ وحذر الطفل من أن الشيطان يشاركه طعامه!، الطفل حائر والأب غاضب والوضع مرتبك والمشهد يبعث على الحزن، حكى لى الأب سر اقتناعه بأن طفله يركبه شيطان، وبأنه حتماً سيجلب النحس إلى البيت، السبب هو أنه قد شاهد الداعية وجدى غنيم على قناة الناس وهو يصف الطفل الأشول بأنه من أتباع الشيطان الذى يأكل ويشرب معه لأن الشيطان أشول هو الآخر، ويسخر من ميوعة هذا الطفل وعدم قدرته على تغيير هذه العادة الشيطانية، ويدعوه إلى أن يكون مؤمناً صادق الإيمان ويمسك الشوكة باليد اليمنى مقلداً الشيخ وجدى فى تحديه لإدارة الأوتيل الخمس نجوم التى أرادت تنبيهه عندما أمسك بالشوكة فى اليمين فصرخ فى قاعة الطعام «أنا مسلم وفخور بإسلامى»، وطالب كل أشول وكل مسلم بأن يلعق أصابعه بعد الطعام لأنه لا يعرف أين تحل البركة، وقال ساخراً «لو كان مايكل جاكسون طالبكم بلعق أصابع أقدامكم لنفذتم طلباته!!». الطفل الأشول ليس مريضاً بل هو إنسان طبيعى جداً مبرمج ذهنياً وفسيولوجياً على استعمال اليد اليسرى فى الكتابة وتناول الطعام، وحرام أن ترهبوه وتجلدوه بهذه الفتاوى المرعبة، وإجباره على الأكل والكتابة باليد اليمنى يوقعه فى اضطرابات نفسية عنيفة وآلام مبرحة فى عضلات العنق وأعصاب اليد، لأن فص المخ المسيطر فى هذه الحالة مختلف، وهذا لا يعنى أنه معوق على الإطلاق، بل على العكس هم أقلية ولكن مليئة بالعباقرة، وإليكم أمثلة من قبيلة العسراوية «الأشاول»، فمنهم أوباما ورمسيس الثانى والإسكندر والأمير تشارلز ودافيد روكفلر ومايكل أنجلو ورافاييل ودافنشى وروبرت دى نيرو وبروس ويلز والسباح مارك سبيتز وغيرهم الكثير فى جميع مجالات الإبداع. فى بلاد الفرنجة الكفرة والعياذ بالله، يحترمون الأشول ولا يجهدون أنفسهم فى تغيير عاداته، ولليساريين الأشاول محال ومواقع نت خاصة ويصنعون لهم خصيصاً ما يناسبهم من كاميرات فيديو وآلات موسيقية وأدوات مكتبية وحتى أدوات لعبة الجولف والمقصات...إلخ، أما علماء الغرب الشياطين فقد أجهدوا أنفسهم فى معرفة السبب الكامن وراء استعمال اليد اليسرى، للأسف هم غير مصابين بحمى الفتاوى ولذلك بحثوا بجد فى هذه القضية ووضعوا نظريات علمية ليس منها نظرية الشيطان الأشول، ولكن منها نظرية جين LRRTM1 الذى نسبوا إليه هذا التغيير، ومنها تعرض الجنين قبل الولادة لكميات ضخمة من هورمون التستوستيرون. لا يعتبر ما فعله هؤلاء العلماء مضيعة للوقت، إن العالم فى معمله لا يحمل ضغائن لأحد، ولا يدين أخلاقياً أو فقهياً أى كائن بشرى أو حتى حيوانى، إنه يبحث عن الحقيقة فقط بعقل متجرد ووجدان متسامح، لا يجرم طفلاً أو يكفر رضيعاً ويحمله صفات شيطانية لمجرد أنه أشول، ولا يكرهون الأشول ويعتبرونه شيوعياً من أهل اليسار اللينينى فيحرمونه من جنة الفردوس!. لا تحزن أيها الطفل الأشول فربما عندما تكبر وتصبح رجلاً ستعيش عصر انقراض هؤلاء الدعاة كما انقرضت من قبلهم الديناصورات.