قضت محكمة جنح المنشية بالإسكندرية، الثلاثاء، بحبس الناشط السياسي والحقوقي، حسن مصطفي، سنتين، بتهمة التعدي على وكيل نيابة، خلال التحقيقات المرتبطة بأحداث الشغب، والاشتباكات مع قوات الأمن بمحيط محكمة جنايات الإسكندرية الشهر الماضي. كان «مصطفي»، صاحب الصور التى توضح تعرض الشهيد خالد سعيد للتعذيب، ألقي القبض عليه حينما ذهب للتضامن مع مجموعة من الشباب تم القبض عليهم في ميدان التحرير في يناير الماضي، وكان غالبيتهم من الأطفال الذي كان من بينهم طفل عمره 14 سنة مصاب بالسرطان، وتم التحقيق معهم وتقرر حبسهم جميعا على ذمة التحقيقات. وأكدت مصادر أن «(مصطفى) قال لوكيل النيابة، (الذي كان بالمصادفة هو نفس الوكيل الذى حقق مع حسن قبل الثورة على ذمة قضية خالد سعيد، وأمر بحبسه لمدة شهر): (إزاي تحبس أطفال وتحقق معهم بدون محامين، أنت كنت عميل للسلطة اللي فاتت ودلوقتي بقيت عميل للسلطة الحالية، وحتفضل عميل لكل سلطة)، فغضب وكيل النيابة وأمر بالقبض عليه، واتهامه بأنه صفعه على وجهه، وتم التحقيق مع حسن أمام نفس النيابة اللي وكيلها فيها الخصم، وقام عدد من زملاء وكيل النيابة بالشهادة ضد (مصطفى)، وأتى بشهود نفي ،من نشطاء ومحامين ممن حضرو الواقعة، لكن النيابة رفضت إدراج أقوالهم في التحقيقات وحولت القضية إلى المحكمة». وأشارت المصادر إلى أن «المحاكمة اتصلت النيابة بأسرة حسن وعرضت عليهم التصالح مقابل اعتذار (مصطفى)، وذهبت أسرة حسن الى المحامي العام وقابلوه وقالو له : (إحنا مش حنعتذر عن حاجة ما عملنهاش، دي قضية ملفقة)، بالرغم من أن المحامين طلبوا من القاضي أن ينتدب قاضي تحقيق مستقل، وأن تحقق نيابة أخرى في القضية غير التي ينتمى اليها وكيل النيابة الخصم في القضية، ولكن القاضي (الذى ينتمى الى حركة قضاة من أجل مصر، المتهمة بأنها تابعة لجماعة الإخوان المسلمين) رفض طلبهم». كان «مصطفى» أرسل برسالة من محبسه، منذ أسبوعين إلى الرئيس محمد مرسي، قال فيها: «لست بموسى ولكنك فرعون، تسير فتهلك الحرث والنسل وتنشر الفقر والجوع، وتتخذ بطانة لك في الحكم هم سدنة الظلم وزبانية البطش، لا يعرف العدل لحكمك سبيل، ولا للحق في دولتك مكان، ولا للمظلوم في قضاءك عدل، أو لم تكن لك العبرة فيمن سلف»، بحسب الرسالة. وقال تقادم الخطيب، منسق الشباب بالجمعية الوطنية للتغير، أنه «من الواضح أن الحكم ضد (مصطفى) سياسي من الدرجة الأولى، ومعاقبة له على نشاطه المعروف قبل الثورة وبعدها، وهو سُجن في عهد مبارك ، وها هو يسجن في عهد مرسي، ولكنه سيخرج من سجنه أقوى مما دخل وكما أسقط نظام مبارك سيسقط نظام مرسي»، بحسب قوله. وأضاف «تقادم» في تصريحات ل«المصرى اليوم» أن «قناص العيون الذى أصاب شباب الثورة بالعمى، حكم عليه ب3 سنوات ، و( مصطفى) الذى دافع عن حبس أطفال مرضى حكم عليه بسنتين، فأين القضاء الشامخ»، بحسب قوله.