اقتحم نحو 50 من سماسرة الأراضى وأعوانهم أمس الأول معهد الوفاء الأزهرى بحلوان، وذلك بواسطة الجرارات، وأعلن المقتحمون وضع أيديهم على فناء المعهد، ومنعوا الطالبات وأولياء الأمور من دخوله، وقاموا بتحطيم ساحة محطة الأتوبيسات الخاصة بالمعهد، كما حاصروا الطالبات لمدة ثلاث ساعات بالأسلحة لترهيبهن. كان أولياء الأمور والطالبات فوجئوا بتعدى السماسرة بزعامة سمسار يدعى صفوان أبواليزيد، واقتحام فناء المعهد، وتحطيم فصول الحضانة المقامة عليه، وإقامة سور خشبى لعزل قطعة الأرض عن مبنى المعهد ليستمر الوضع ثلاثة أيام دون تدخل من الأزهر، حسبما قال خالد عبدالمنعم، أحد أولياء الأمور وعضو مجلس الآباء بالمعهد. وتقدم أولياء الأمور والطالبات الذين تجمعوا أمام المعهد خلال اليومين السابقين ببلاغ للنائب العام ضد المقتحمين، خاصة أن قوات الشرطة بمنطقة حلوان لم تتمكن من إخراجهم، وإنما أبقت الأمر على ما هو عليه لحين اللجوء للقضاء، كما هدد الأهالى فى حالة عدم التدخل لحل هذه المسألة بالتحرك فى أتوبيسات من أمام المعهد للاحتجاج أمام مجلس الشعب ووزارة الداخلية. ووجه أولياء الأمور والطالبات نداءً إلى الدكتور محمد سيد طنطاوى، شيخ الأزهر، للتدخل لإنقاذ المعهد، الذى يعد ملكاً خاصاً للدكتور أحمد فؤاد حسين محمد، الذى اشترى قطعة الأرض المجاورة للمعهد، من المدعى العام الاشتراكى عام 2004، ثم تم تجديد العقد وشراؤها مرة أخرى من جهاز تصفية الحراسات بوزارة المالية عام 2007 بموجب العقود الرسمية الموثقة، والتى حصلت «المصرى اليوم» على نسخة منها. وقالت نهلة المهدى، مديرة معهد الوفاء الأزهرى: «إن البلطجية افترشوا قطعة الأرض المجاورة للمعهد والتى يتم استخدامها حالياً كفصول للحضانة والمرحلة الابتدائية لحين تحويلها بالكامل إلى فناء، ونصبوا عدداً من الخيام بها وأحاطوها بسور خشبى لمنعنا من الدخول». وأعربت مديرة المعهد عن غضبها من عدم تحرك مشيخة الأزهر تجاه ما حدث، قائلة: «إحنا عايزين نعيش فى وطن تانى.. ومكان تانى يتم احترام الناس والتعليم فيه»، مضيفة: «إن البلطجية تعدوا بالضرب على مدرسين بالمعهد وأولياء الأمور حينما حاولوا إخراجهم من الأرض وإدخال الطلاب». من ناحيته، قال صفوان أبواليزيد، سمسار العقارات، إنه لن يخرج من هذه الأرض حتى إذا جاء له «رئيس الجمهورية»، فى المقابل، فسر الشيخ محمد واصل، وكيل الأزهر، ما حدث بأنه «نزاع على قطعة أرض بين السماسرة والمعهد»، مؤكداً أنه تم تحرير محضر ضد عملية الاقتحام. وقال واصل ل«المصرى اليوم»: «الأزهر ليس طرفاً فى هذا النزاع، لأن المعهد خاص، ونحن نقوم بالإشراف عليه فقط».