بايدن: قرار المحكمة العليا يجعل من الصعب إصدار حكم في قضية اقتحام الكابيتول    كوريا الشمالية تختبر صاروخا بالستيا ضخما بوزن 4.5 طن    تقرير عبري: نصر الله غير مكانه بعد تلقيه تحذيرا من المخابرات الإيرانية بأن إسرائيل تنوي تصفيته    حدث ليلا.. ارتفاع عدد قتلى وجرحى الاحتلال إلى أكثر من 4 آلاف ووباء يهدد مليار شخص    طلاب الثانوية العامة يؤدون امتحان اللغة الأجنبية الأولى    «الأرصاد» تحذر من ظاهرة جوية خلال 24 ساعة.. 7 نصائح للتعامل معها    أبطال فيلم «عصابة الماكس» يحضرون عرض مسرحية «ملك والشاطر»    ملف يلا كورة.. موقف ثنائي الأهلي من الأولمبياد.. رحيل لاعب الزمالك.. وأزمة بيراميدز    منتخب بنما يتأهل إلى ربع نهائي كوبا أمريكا لأول مرة في تاريخه    تطور مفاجئ في أسعار الذهب قبل ساعات من كلمة رئيس البنك المركزي الأمريكي    مفاوضات مع جورج كلوني للانضمام إلى عالم مارفل    محافظة الجيزة: تحرير 10 محاضر لمحال غير ملتزمة بالمواعيد المقررة للغلق بالهرم    فودة يفتتح أول مطعم أسيوي بممشي السلام في شرم الشيخ    طرح شقق الأوقاف 2024.. المستندات المطلوبة وشروط الحجز    نتنياهو: المرحلة الرئيسية من الحرب ضد "حماس" ستنتهي قريبا    إصابة 30 راكبا جراء مطبات هوائية خلال رحلة من إسبانيا إلى أوروجواي    خالد داوود: أمريكا قررت دعم الإخوان بعد أحداث 11 سبتمبر    كوبا أمريكا.. أوروجواي 0-0 أمريكا.. بنما 0-0 بوليفيا    برلمانية: تنفيذ توصيات الحوار الوطني أولويات على أجندة الحكومة الجديدة    خلال أيام.. البترول تعلن مفاجأة بشأن إلغاء تخفيف الأحمال نهائيا في فصل الصيف (تفاصيل)    مصرع وإصابة 5 أشخاص في حادث تصادم بالأقصر| صور    التحقيق في إصابة 7 أشخاص إثر سقوط أسانسير بالمهندسين    تزامنًا مع أولى الجلسات.. اعترافات المتهم بذبح طفل شبرا الخيمة    رئيس حزب «الغد»: يجب على الحكومة الجديدة إعطاء الأولوية لملفي الصحة والتعليم    ردة فعل غير متوقعة من بيراميدز تجاه ثروت سويلم    أحمد حجازي يحسم مصيره مع اتحاد جدة.. ويكشف تفاصيل عرض نيوم السعودي    الفنان أحمد أمين: سعيد جدا إنى أكون رئيس مهرجان نبتة الأول للأطفال    أرملة عزت أبو عوف تحيى ذكري وفاته بكلمات مؤثرة    «الإفتاء» توضح حكم تغيير اتجاه القبلة عند الانتقال إلى سكن جديد    الأزهر يعلن صرف الإعانة الشهرية لمستحقي الدعم الشهري اليوم    مخاطر الأجواء الحارة على مرضى الصحة النفسية.. انتكاسة العقل    3 مشروبات عليك تجنبها إذا كنت تعاني من مرض القلب.. أبرزها العصائر المعلبة    حيل ونصائح تساعد على التخلص من النمل في المنزل بفصل الصيف    متى تنتهي أزمة نقص الدواء في مصر؟..البرلمان يجيب    الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد جنوده وإصابة آخر في انفجار قنبلة بالضفة الغربية    الزمالك يتقدم بشكوى رسمية لرابطة الأندية ضد ثروت سويلم    «نيبينزيا» يعطي تلميحا بإمكانية رفع العقوبات عن طالبان    قضايا الدولة تهنئ المستشار عبد الراضي بتعيينه رئيسًا لنيابة الإدارية    جامعة الأزهر تعلن تسخير جميع الإمكانات لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة    فى ذكرى ميلاده ال«80».. وحيد حامد الذى «كشف المستور»    نكبة 30 يونيو.. الحصاد المر والعلاج "الأمرَّ"    عبدالله جورج: الزمالك سيحصل على الرخصة الإفريقية    أمين الفتوى يحسم الجدل عن الهدايا بعد فسخ الخطوبة: لا ترد إلا الذهب    دولتان تتصدران مشتريات خام الأورال الروسي في يونيو    موعد الإعلان عن الحكومة الجديدة وأداء اليمين الدستورية.. أحمد موسي يكشف (فيديو)    تهانينا للنجاح في امتحانات الدبلومات الفنية لعام 2024    ناقد فني: شيرين تعاني من أزمة نفسية وخبر خطبتها "مفبرك"    تعرف على توقعات برج الثور اليوم 2 يوليو 2024    برلماني: المكالمات المزعجة للترويج العقاري أصبحت فجة ونحتاج تنظيمها (فيديو)    وظائف خالية بهيئة الإسعاف المصرية.. «تفاصيل وطريقة التقديم»    العالم علمين| عمرو الفقي: المهرجانات محرك أساسي لتنشيط السياحة وترويج المدن الجديدة.. وتخصيص 60% من أرباح مهرجان العلمين لفلسطين    الوصول ل "زايد والهرم وأكتوبر" في دقائق.. 20 صورة ترصد محور 26 يوليو الجديد    ميدو: الكرة المصرية تستند على لوائح جار عليها الزمن    تنسيق الثانوية 2024.. تعرف على أقسام وطبيعة الدراسة بكلية التربية الموسيقية حلوان    استخراج الجثة السابعة لفتاة إثر انهيار منزل بأسيوط    انطلاق فعاليات المسح الميداني بقرى الدقهلية لاكتشاف حالات الإصابة بالبلهارسيا    أمين الفتوى عن الهدايا بعد فسخ الخطوبة: «لا ترد إلا الذهب»    غدا.. "بيت الزكاة والصدقات" يبدء صرف إعانة يوليو للمستحقين بالجمهورية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قميص عثمان.. أيمن نور والتوريث
نشر في المصري اليوم يوم 21 - 10 - 2009

لم أكن راغبا فى الحديث حول موضوع التوريث لعدة أسباب من أهمها أن أصحاب المشروع كذبوه، ومن يعارضونه لا يوجد لديهم دليل عليه حتى الآن، بالإضافة إلى أنه غير ممكن الحدوث فى السياق الذى يرسمونه، بعد أن أكد الأمين العام للحزب الوطنى صفوت الشريف فى تصريحات نشرت 19 أكتوبر أن مؤتمره القادم لن يشهد أى انتخابات أو تغيرات فى المواقع القيادية، وأن الحزب يتمسك بالرئيس مبارك زعيما وحاكما قويا.
دعونا نتذكر فقط أن على بونجو الذى خلف والده فى رئاسة الجابون كان وزيرا للخارجية والتعاون منذ عام 1989، ثم عضوا فى البرلمان 1996، فوزيرا للدفاع منذ عام 1999، وفضلا عن موقعه كنائب لرئيس للحزب الحاكم عام 2008،
كما أن شقيقته تشغل منصب وزيرة الخارجية وزوجها يشغل منصب وزير المالية!، أما بشار الأسد فقد التحق بالقوات المسلحة عام 1994، وتدرج من رتبة الملازم أول حتى وصل إلى رتبة الفريق فى أقل من ست سنوات، بالإضافة إلى حصوله على مباركة الطائفة العلوية التى تحكم منفردة منذ أكثر من أربعين عاما، بعد طرد عمه رفعت الأسد إثر صراع داخلى على السلطة.
ولا يمكن مقارنة وضع جمال مبارك فى مصر بوضع على بونجو أو بشار الأسد، وبالتالى فإن الحديث عن وصوله إلى مقعد الرئاسة هو أمر فى تقديرى مستحيل عمليا، بصرف النظر عن الرفض الشعبى له، وجل ما أتصور أن شخصاً مثله يطمع فيه هو منصب رئيس الوزراء، وهو منصب قد يحصل عليه فى غير عهد الرئيس مبارك وفى ظروف محددة، إن استطاع إليه سبيلا.
من هنا يبدو أن ما يقوم به الدكتور أيمن نور ليس فى حقيقته معارضة لمشروع التوريث بالدم بدلا من التوريث بالاختيار بقدر ما هو محاولة للبحث عن دور تحت الأضواء التى يرى أنها انحصرت عنه عقب إخراجه من السجن محروما- بنص القانون- من حقوقه السياسية، ثم انفصال زوجته عنه وهى التى شكلت بنضالها جزءاً مهماً من صورته الإعلامية.
ويؤكد ذلك الاستخلاص أموراً ثلاثة، الأول أن نور اختار لحملته شعار »ما يحكمشى« وهى كلمة كانت تستخدمها النسوة فى عشرينات القرن الماضى فى أزقة شارع الدعارة الشهير »كلوت بك« ونقلتها السيدة نادية الجندى إلينا فى فيلمها الأشهر »خمسة باب«، واستدعاها الدكتور أيمن نور لتكون عنونا لعودته إلى الحياة السياسية!،
ولكن تبقى قيمة الشعار الكبرى من وجهة نظرة فى جاذبيته الإعلامية. الأمر الثانى يتمثل فى حرصه على أن يعمل وحده، فقد اختار أن يسلم دعوات المؤتمر قبل موعدها بأيام قلائل، دون أن يجعل للمدعوين رأيا فى برنامج المؤتمر أو الحاضرين فيه، أو حتى ما يمكن أن يسفر عنه من نتائج، وهو ما أدى إلى تحقيق النتيجة التى أرادها، مقاطعة جميع الفاعلين السياسيين أحزابا وأفرادا- إلا قليلا- ذلك المؤتمر،
واحتل وحده صدر الحدث مستمتعا بحضور صحفيين وإعلاميين يفوق عددهم عدد من حضر المؤتمر بالأساس. الأمر الثالث أن حزب الغد ذاته ورئيسه المحامى إيهاب الخولى لم يشاركا فى عملية التنظيم ولا الدعوة ولا الترتيب، وإنما وجهت إليهم الدعوة شأنهم شأن الآخرين، ومن المعروف أن صراعا يدور داخل ذلك الحزب بين القائلين بمدنية الدولة وعلى رأسهم إيهاب الخولى ووائل نوارة وغيرهما من المناضلين الأوائل،
وبين الراغبين فى استغلال كل الوسائل والأساليب للبقاء تحت الأضواء بما فى ذلك الرضوخ لشروط تيارات الإسلام السياسى والعمل تحت عباءتها وعلى رأسهم أيمن نور.
إن تلك الخفة التى تناقش بها قضايا الوطن لا يمكن أن تستمر، كما أن هؤلاء الباحثين عن أضواء الشهرة ولو عبر بوابات مصلحة السجون عليهم أن يفسحوا الطريق قليلا لشخصيات تكون قادرة على تكوين رأى عام يساهم فى صياغة مستقبل مصر فى تلك المرحلة الانتقالية التى نمر بها.
وإذا كان لى أن أقترح فإننى أدعو إلى تفعيل التحالف الرباعى بين أحزاب الوفد والجبهة والتجمع والناصرى- ربما انضمت إليه أحزاب أخرى- من أجل صياغة برنامج عمل للمستقبل.
يأخذ فى اعتباره أمرين، الأول تقديم اقتراحات واضحة لضمان نزاهة الانتخابات البرلمانية والرئاسية المقبلة، اقتراحات قد يكون من بينها تسمية عدد من الشخصيات العامة القريبة منها لتكون أعضاء فى اللجنة العليا للانتخابات،
أما الأمر الثانى فهو الاتفاق على شخص واحد يخوض معركة الرئاسة القادمة أمام مرشح الحزب الوطنى، شخص يكون لديه القدرة والرغبة فى العمل ضمن فريق محدد ومتجانس يحمل على عاتقه مسؤولية منافسة مرشح الحزب الحاكم وهزيمته، شخص يقيم علاقات سياسية على أسس من الصدق والموضوعية لا على أساس الأكاذيب والأوهام، شخص لا يستخدم التوريث كقميص عثمان للبقاء تحت الأضواء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.